4

1.2K 121 67
                                    

يجلس جين على سريره متكئاً بجسده على الوسائد خلفه , و على قدميه يقبع رأس شقيقه الذي فضل ان يواري دموعه بحضن أخيه .

اصابع الأكبر تلاعب خصل شعر الأصغر بحنان بينما ذهنه شارد , لا يسمع في الغرفة شيء سوى صوت انفاسهما المثقلة بالهموم .

-جونغوك بصوت مكتوم بسبب غرسة لرأسه بحجر اخيه : لما لم تخبرني مبكراً , لما لم تبعث ألي؟

اوقف جين حركة اصابعه ليردف بهدوء: لم يرغب ان تراه على فراش الموت يصارع سكارته , و انا لم ارغب كذلك , أي انكسار أجبر أنت ام والدتي؟ وانا الذي احتاج جبراً .

-جونغوك و قد عادت دموعه للهطول : من فعلها؟

-جين بغل وغيض: لا اعلم , لكني اقسم بحياة ابي اني لن يهنئ لي عيش ما لم انتقم منه واذيقه من الكأس الذي سقانا به .

-امسك جونغوك بيد اخيه محتضناً اياها بيده ليغمض عينيه : أنا معك , نار قلبي لن يطفئها سوى اراقة روح قاتل والدنا .

نظر جين بعيناه المنكسرة صوب جونغوك , إن كان هو قد تزود من رؤية والده قبل وفاته فالآخر لم يفعل , لم يمتلك حتى فرصة وداعه .

ابعد رأس الأصغر عن قدميه بعدما شعر بنومه ليمدده بشكل صحيح, وينام هو الآخر قربه محتضناً اياه .

.

.

.

في قرية يوسين

يستلقي تايهيونغ على تلك الصخرة التي امام البحيرة فارداً يديه بحرية , سامحاً للرياح الباردة ان تلاعبه , ولأشعة الشمس من ان تنعكس على وجهه كما تنعكس على سطح البحيرة التي امامه , جاعله اياها تبرق كماسات صغيرة منثورة على سطحها .

هو هنا منذ الصباح , أفطر ثم تدرب قليلاً ليقرر بعدها اخذ قسط طويل من الراحة .

أشعه الشمس قد جعلته يتكاسل عن النهوض من جديد , غزى النعاس عينيه التي باتت تنغلق شيء فشيء ليغط اخيراً بنوم عميق.

هو بات وحيداً هنا , ورغم كون جونغوك لم يقضي معه سوى يومان , الا انهما كانا كافيين لجعله يشعر بالألفة معه و بالوحدة بغيابه .

قادته احلامه لصورة من الماضي السعيد , والدته التي تضع الطعام على المائدة , ووالده الذي يساعدها بنقله , هو جالس يقص عليهما ما حصل معه بيومه بينما كل من والديه يبديان ردات فعل مبالغ بها ويعظمان كل فعل منه .

-تايهيونغ بعبوس: أنا خسرت , لما انت سعيد ابي؟

-والدته وهي تحدق بزوجها بحدة زائفه : لما انت سعيد لخسارة ابني؟ كيف تجرأ؟

اتخذ السيد كيم مكانه على المائدة ليبتسم لطفله : هذا لأنك ساعدت الفتى , فضلت ان تخسر اللعبة على ان تتركه خلفك يتألم , أنا سعيد ان لك قلباً طيباً , حافظ عليه جيداً بني ولا تلوثه بالأنانية يوماً , خسارتك كان ربحاً.

على لحنِ الموت تتراقصُ الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن