"من قال أن الموت يخص الكائنات الحية فقط..أحلامُنا تمُوت أيضاً..وبعض الرغبات تحتضر..والشغف يرتدي الكفن..والقرارات المصيرية تُدفن كالجسد المنهك..إن الموت قريب من كل شيء يخصنا..رائحة الموت منتشرة في الارجاء..لا تُصدق من يقولون أن العالم وردي..بعض الاهالي يشيعون جنائز أبناءهم مبتسمون عندما يرمون بأحلامهم في هاوية رغباتهم...إن كنت من ذوي القلوب الضعيفة..أرجوك لا تُكمل،توقف هنا،،أغلق الهاتف وأرمي به بعيداً..كأنك لم تقرأ حرفاً...والآن عُد إلى حياتك الطبيعية..ودعني مع هؤلاء لأروي لهم قصة موتي أنا والاصدقاء ونحن على قيد الحياة❤🌻"
"محطة من محطات أمدرمان العريقة..وسط ضجيج التُجار وإزدحام الناس والمركبات العامة..صفوف الوقود والخبز..أطفال مشردون يركضون نحو السيارات الفخمه..طلاب يرتدون زي الثانوية في انتظار حافلة تقلهم..بعض من الموظفين والطلبة الجامعيين..يقِف المقداد مُمسكاً بعصى رفيعة مرتدياً نظارات سوداء جاوره صديق قديم أمسك بكتفه وبدأ بالحديث.."
_يا زول المطلعك بدري كده شنو؟؟..كان تشيل إجازة يوم الليلة ده..إن شاء الله من المتفوقين يا مقداد...أنا عن نفسي خاتي ليك 80 يا زولي م تشيل هم..انت اجتهدتا وربنا ح يرزقك قدر اجتهادك ونيتك...المقداد جاوبه بنفس متقطع وروح مشتته :- إن شاء الله يا حسين..بعد الحصل لي ده ما عارف ح أكمل قرايتي كيف..براك شايف اوضاع البلد وخالتي حالتها كيف؟؟..يعني لو جبتا 80 ما أظن القروش الح أقرا بيها تكون بسيطة..حسين قال:- يا زول في حاجه اسمها منح..وبعدين سبحان الله أنت حتى بعد الحصل لسة عندك يقين❤ ربنا يثبتك يا أخوي..يلا يلا الحافلة وصلت..ارح أركبك في الزحمة دي ما بتقدر تجازف...
"حارة من حارات أمدرمان"
"حوار بين نفيسة خالة مقداد وجارتها أم الفكي.."
نفيسة:- الليلة نتيجة الشهادة السودانية..قلبي ماكلني على مقداد..خايفة ما يجيب النسبه الخاتيها لروحه
أم الفكي:- م تخافي..مقداد شاااطر ربنا يسهل عليه إن شاء الله..بس ح يقرأ الجامعه كيف..قصدي يعني وهو...
نفيسة:- أعمى💔..بقرأ هو نبيه..ومخه نضيف..بشوف ليهو جامعه كويسة وسعرها كويس يقرأ فيها..عاوزة يقدم إدارة أعمال..بقولو مجال كويس
أم الفكي:- أي كويس شديييد..ما تترددي طوالي قدمي ليهو فيهو..
"بيت متوسط الدخل....أب فنى عمره في خدمة الوطن..أحد أهم الضُباط النزيهين في السودان ..ربة منزل وأربعه أبناء..الابن الاول إلتحق بالشرطة..الابن الثاني محامي في أولى حياته المهنية..البنت تخرجت لتوها من جامعه الخرطوم كلية التربية..وأصغرهم تنتظر نتيجه الشهادة الثانوية_ميساق أدبي..."
_يا الله باقي ساعتين على النتيجة..إنصاف عايني يديني متلجات كيف! والله بموت لو جبتا أقل من70..ضحكت إنصاف وقالت لي:- إيناس ما تتوتري..ح تنجحي بإذن الله..جات أمي طالعه من المطبخ وشايلة في يدها صحن بامية و قعدت جنبي وبقت تقطع وقالت:- أفلحي بس وجيبي نسبة كويسة..أنا وأبوك قررنا نقريك إدارة أعمال..مجال جميل شديد..عاينت ليها وقولته:- موسيقى ودراما جامعه السودان..دي رغبتي من زمااان يا أمي وكلكم عارفين كده..أبوي جاا وقال بنهرة:- يا بت رغبة شنوو..موسيقى ودراما دي قراية مع الناس؟؟..ح تقري إدارة أعمال مفهوم..سكتا وبقيت أفرك في يديني من الزعل والغضب..إنصاف قالت لي:- يا زولة موسيقى ولا ادارة كلو واحد في البلد دي..في النهاية ح تشوفي شغلة بعيد عنهم الاتنين 😂😂😂..بلدنا دي ما فيها أمل والله..أمي قالت ليها:- فيها..كلكم شباب لو سخرتوا قدراتكم وعقولكم دي بتصلحوها..قالت ليها:- البدينا فرصة منووو!؟ الحمد لله بس..
"#الخرطوم_الصحافة"
"مُراهق لم يتجاوز عمره ال17 عام..يقف أمام إطار لصورة قديمة..ملامح الصورة تبدو لسيدة اربعينة..نعم إنها والدته المتوفاه منذ 10 أعوام..لم يشبع من حنانها وحضنها..لقد توفت وهو صغير السن..جاهل للموت..إنه يبغض الموت..تزوج والده من أُخرى...كانت تعامله كإبنها لكنه لم يتقبلها قط..طيلة العشر سنوات لم يتقبل وجودها بينه وبين أبيه..قليل الكلام عصبي وحاد الطباع..زوجه والده لم تنجب..إنها عاقر..جلس على إحدى كراسي الجلوس وتوجه ببصره نحو التلفاز..إنه ينتظر المؤتمر الصحفي لنتيجه الشهادة السودانية.."
_مجدي..يا مجدي..أها لسة المؤتمر ما بدأ..رفع راسه عاين ليها بنظرة لا مبالة ونزل راسه..قالت:- ربنا يوفقك يا ولدي❤..قال ليها بزهج:- عايني أنا ما ولدك ولا عمري ح أكون ولدك..وبعدين أنجح ولا ما أنجح ما حاجه بتخصك تمام؟؟..قالت ليهو:- يامجدي الله يرضى عليك حاول تفهمني..أنا ما عاوزة غير مصلحتك..عموماً أنا طالعه.جهزت ليك غداك..أبوك قال ح يتأخر..قال ليها:- ياريت أنتي برضو تتأخري..على كده طلعت فاطمة من البيت وقلبها موجوع من معاملة مجدي ليها...
"إحدى حارات أمدرمان"
_أنتو مجتبى ده وين غاطس من الصباح..المؤتمر بدأ..خلوا يجي ما يكون مدسي بس..ضحكت الاخت هالة وقالت:- لالا يا امي..مجدي في الصالون برسم كراكتير ومنطرب بغني..قالت ليها:- حسبي الله ونعم الوكيل..رسم شنو ليهو..ألف مرة أبوهو قال ما يرسم..الولد ده ما بسمع الكلام ليه..وكمان غنا!!...مجدي جاا وهو شايل إسكيتش الرسم والقلم في شعره..طبعا شعره كتيير ومنفوش..ضعيف البنية وزول فكاهي شديد..قال للوالدة:- يا أمي الرسم ده روح..يعني حكاية أخلي الرسم دي فكرة بعييدة والله..متين بس أخش الجامعه..وقتها ح ابدع أكتر وأكتر في الرسم..أمه قالت:- أنت قايلني ح اخليك تكمل في كلامك الفارغ ده..أبوك أتفق معاي على أنك تقرا إدارة أعمال..عاين ليها وضحك:- إدارة لكن😂😂..طيب طيب نشوف..عايني يا هالة خلي سمية تشيل رقمي كاتبُه في ضلفة دولابي..المهم النسبة لو اقل من 75 م تكلموني وريتكم أنا...ماشي أكمل رسم...
"#الخرطوم_الرياض"
_ليالي..جيبي أدخل رقمك..خلاص المؤتمر خلص..ليالي كانت قاعدة وبتكتب ليها في سيناريو فيلم قصير وهي عارفة إنو السيناريو ده ح يترمي في الدولاب زيو زي غيرو...جات أختها ضربتها في كتفها وقالت:- بتكلم معااااك..جيبي رقمك..قالت ليها بهدوء:- اكتبي طيب...(....)..أختها ياسمين دخلت الرقم وقالت بصرخه مصطنعه الفرح :- وااااااي يا ليالي😭😭😭...77.5
المقداد سُليمان
إيناس آدم
مجدي الطاهر
مجتبى عبد الرحمن
ليالي محمد الحاج"إجتمعوا عند ذات النقطهه❤"
#نتلاقى💙