33- ذَكران الألفا

73 8 30
                                    

 و هل من مفر؟ كان السؤال الذي يلح على عقل أمارليك الذي ظل ينظر حوله و يحاول رؤية مفر. في الواقع حيث يتواجد صواع الملك كان كيريتو يبتسم باتساع وهو يرى كيف أن السمك دخل الشباك بنجاح، و يرى كيف أن شبكة الكلمات غيرت من تفكيرهم للظلام الدامس. لكن هناك ضوء وحيد أزعجه بقوة وحاول قراءة ما يدور بداخله عدى أنه لسبب ما فشل حتى نطق الضوء بخفوت فأدهش أميرلاند و الجميع

"مخطئ" نظر لها أميرلاند و جميع مصاصي الدماء بكون حاسة السمع عندهم الأقوى. سندت هوندا على ركبتها حتى تقف و أعادت الكرة بصوت عالي يشبه الصراخ "مخطئ"

"ولما هذا؟" سأل بفضول غالبا مصطنع. رفعت رأسها قليلا حتى تنظر لهيئته، ورغم فقرها للعين فكانت ملامحها كافية لإظهار كم الثقة التي اجتاحتها وقوة عزيمتها في الرواية

"أولا أنتم لستم أثنين بل ثلاثة، هذه ماكينات إيلين. ثانياً قرأت لأبي قصة مرة عن قبيلة أبيدوا جميعاً فما تبقى سوى آمَهْ وهي الراوية. سألته لما قبلَت مقتل شعبها بأسره وكانت إجابته بموجبها أنه يُفضل لو ينتهي جنس السحرة على أن يعيش أي منهم في مذلة بطش قوم. كما قال أنهم جميعا ماتوا حتى لا يقع أهلهم في هذا البطش فبأي حق تحضر هي و تفعل هذا؟ لو كان أمارليك لغضب عليه لبيعه كلتا اختيه ولو كان ذاته لغضب عليها لمقتل أهله جميعاً بسببه"

"لو زرعت غابة أو خلعتها فأنت ستبقى رجل غير صالح و صالح" تمتم رايان بصوت خافت و بسمة حزينة مع تراقص صورة ملكه الراحل أمامه وهو يتلو عليه تلك الكلمات أولاً حين يجدون اعتراض الشعب على ما طالبوا به أمس. جملة هوندا ذكرته بما قال و وجد ذاته يستوحي بعض الأفكار عن موقفهم الحالي.

"سيد رايان" سمع الصوت ثانية في أذنه لكنه كان أكثر استقرارا

"أورور"

"لا استطيع الولوج إلى السيد أمارليك، لكن عليك سماع هذا..." في نفس الوقت كانت هوندا تنهي كلماتها

"وانا سوف استمع لرغبة أبي حين يسألني في مماتي: هل كان بيدك حيله اخرى يا هوندا؟ أريدها أن تكون لا" مع آخر كلمة و كيفية قالتها بقوة وثقة لفتت نظر الجميع، تفجرت طاقة قوية من أقدام هوندا حتى رأسها فتطاير شعرها و أفرجت عن عينها البنية بقدمها المغروزة في الأرض بثبات لا يناسب تطاير ملابسها.

"و أخيرا" ابتسم أميرلاند لكن روانا التقطت حركة غريبة في موقع القادة و كأنهم يناقشون شئ ما. أول خطوات هوندا في استخدام قوتها كان على شفاء من حولها أو لنكون أشد دقة كان لشفاء تقريبا كل من هم بمستوى منحدر وقد وصلت إلى أمارليك و توأم الكوردوقو و قادة المولتوف. لن يتركها صواع الملك نهائيا مما جعل أميرلاند يطلق عليها جزء من نيرانه لكنها رفعت يد واحدة و أطلقت نيران مضادة، كان هذا مخالف لطلقاتها السابقة في أمر واحد لم يخفى على أميرلاند وهو استخدامها ليد واحدة فقط. تدفقت الجاذبية تحت قدم هوندا لكنها لم تصل لهوندا أبدا و حين شعرت هوندا بطاقة روانا لم تتردد في بث طاقتها بالأرض حتى تمنع وصول طاقة روانا في أي جزء من الأرض حولها. لن تنكر نهائي كم كان الأمر مرهق نسبيا فسحر الجاذبية يستهلك الطاقة بشكل خاص و النيران جديدة عليها فلا يجب أن تتشتت حتى لا تموت و شفاء تقريباً كل من بالأرض.

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن