٩- غرفة الاستشعار

106 16 9
                                    

خرج من الغرفة مهرولا إلى غرفة العرش. لم ينتبه لشئ أمامه فكان يتخبط في الناس و الجماد حتى أنه وقع عن السلم، إنه يسابق الوقت. فتح باب غرفة العرش غير مبالي لآداب طرق الباب أو حتى الاستئذان من الحرس الذين لم يمنعوه بسبب هرولته.

"أين الأميرة؟" سأل وهو يضرب الباب فيفتح. كان بابليتو جالس في الداخل مع أحد كبار السحرة حين نظروا له ما بين الفزع و الغضب لكونه فظ. لكن بتفحص حالته سريعاً ما أدرك بابليتو أن ما آتى به ليس بشير.

"إنها في العمل" وقف عن كرسيه " ماذا هناك يا أورور؟"

"إنها شرق روسيا، لقد رصدنا بها طاقة مهولة لا يمكن تجاهلها" كشر بابليتو ما بين حاجبيه في قلق من الخبر. شرق روسيا من أبعد الاماكن عن المملكة، لكنه المكان الذي سيسافر إليه مع حبيبته بعد أيام. نظر لكبير السحرة و من نظرة أدرك الأخر المبتغى فلم يجد حتى الوقت ليعتذر، بل سارع بابليتو في الوصول بعصاه إلى غرفة الإستشعار، التي لا تتواجد سوى في القصر الحاكم. هناك في هذه البلد حيث يتواجد شتى أنواع السحر فلا يمر في عقلك نوع إلا و وجدته. هذه هي إنجلترا حيث ولِد السحر و ظل قروناً إلى يومنا الحالي يترأس حكم السحرة نظراً لتميزه بأكبر أسامي السحرة و الاسر.

"ماذا هناك؟" دلف بابليتو و تبعه أورور. إنها غرفة واسعة في الطابق العلوي للقصر تأخذ شكل قِبة. يتوسطها دائرة مائية كبيرة تصل للسقف الزجاجي المدور يحاوطها أربع سحرة. على جوانب الغرفة تجد أجهزة تلفاز أغلبها مغلق، لكن أسفلهم كانت غرف ضيقة تكفي لكرسي الكتروني خاص و معه شاشة صغيرة يوضع فوقها خوذة. لقد كانت غرفة عبارة عن الكترونيات من احدث طراز. دخل عند الدائرة المائية و أنتظر

"هذه هي روسيا تحديداً ڤلاديڤوستوك. لقد وصلنا توا إشارات لطاقة مهولة" بينما كان أورور يفسر تشكلت الدائرة لخريطة العالم الكروية و ظهرت روسيا و لم يكن يكذب حين اشتد حمارها فتغلبت عن باقي دول العالم.

"هل يمكنك التعرف على أصحاب هذه القوة؟" نظر له أورور للحظات بينما يتفقده الأكبر بتمعن حتى يلاحظ تغير معالم وجهه من فزع إلى قلق فينقلب إلى توتر ثم ثقة ذات توتر بسيط

"نعم، لكنه سيستغرق وقت"

"حتى صباح الغد" قرر بابليتو ثم خرج من الغرفة مع إعطاء أورور الأوامر لأتباعه بالعمل. خرج بابليتو و صعد لغرفته قبل أخذ الهاتف الخلوي و الإتصال بخطيبته حتى يطلعها على آخر المستجدات المفزعة. كان يبغى إخفاء الأمر لفترة أطول لكنه كان يدرك مخاطر هذا القرار لذا اتصل و حكى لها و كان قرارها واضح و صريح.

"الغد يا بابلو سنتجه نحو ڤلاديڤوستوك" كانت جملتها الأخيرة قبل إغلاق الخط. جلس على السرير و صمت طويلاً يفكر في كل الحلول الممكنة لهذه الطاقة حتى وجد الحل الافضل و الاسوء، إنه ليس صبور ما يكفي و يريد حماية حبيبته فلن يكون وحده. أرسل رسالته و ترك الهاتف ثم أخذ يقوم ببعض الأعمال ليزيل عن كاهله في السفر. نصف ساعة و أهتز هاتفه في وصول رسالة تجيب خاصته، أبتلع ريقه و فتح الهاتف و أبتسم. راسل هذا الفرد لفترة و كان يحتسب الحروف قبل الكلمات خشية الإخطاء خشية إحزانه، كان شعور مؤلم يطغي عليه و هو يراقب الرسائل و يعيد معها ذكريات.

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن