٦- الأميرة هوندا

157 16 6
                                    

"تعجبني المزهرية" جاء صوت أياتو أجش بعد حمحمة. حل الصمت للحظات لايتو يحاول عدم الضحك على غباء الأكبر أو حتى ضرب جبهته، أياتو يستوعب ما قاله توًا و يتسائل عن كم الغباء الذي أصابه فمن بين كل ما يوجد بالخيمة يختار المزهرية! هوندا أختفى من عليها علامات الإحراج و هي تشعر بتغير الأجواء حولها، كما لم تكن غبية جداً لفهم مغزى الجملة لكنها أيضاً شعرت بغباءه و شكره فى آن واحد. لحظة والأخرى و إذا بالجميع يضحك و هوندا أقواهم.

"هيا دعونا ننام. الغد يومٌ شاق" جاء صوتها بعد ضحكاتهم و التفت على استعداد للتحرك لكنها وقفت فى منتصف الطريق ثم التفت لهم فى حماس "أو ربما نقضي السهرة فى التسامر"

"التسامر!" أعاد الاثنان الجملة فى عدم تصديق فوجدوا هوندا تضحك بقوة. ما بها هذه الفتاة؟! نظرت إليهما بعد لحظات و قالت

"نعم التسامر. أليس هذا ما يفعلون فى رحلات المخيم؟" اتجهت لهما متخطية كل عقبة بخطوات بسيطة. لم يفكر أحدهما فى المساعدة بل انتظروا كأنهم يبغون رؤيتها تتعرقل فتقع فيبتسمون لكنها وصلت بسلام أمامهما. "كما انكم تدينون إلي هذا المعروف فقد أنقذتكم من عساف"

"أرى هناك نبرة أمر في هذه المناقشة" سخر لايتو فأخرجت الصغرى لسانها فى عبث ثم ابتسمت

"نعم، هل لديك اعتراض؟"

"نحن لم نطلب مساعدتك قط"

"إذن أخرج فعساف مازال على الباب"

"لا شكراً" حك لايتو رقبته بينما أخذت هوندا تضحك عليه. كان أياتو يراقب فى صمت فيحاول فك شِفرة المشاعر المتعددة التي بُعثت مرة واحدة، فتتغير مع كل كلمة من غيظ ببسمة فإنزعاج مصطنع ثم تحدي... كان ينظر لها مطولا ولا يعرف السبب. وجد نفسه يوافق فقط لأنه يريد استكشافها و شخصيتها و ما يدور فى عقل فتاة فى الخامسة عشر. لذلك تنهد و قال:

"لايتو قِف أنت حارس فى الخارج الليلة و أنا سأتصدى لفضولها" نظر له لايتو للحظات و كاد ان يعترض لكنه شعر بالاختلاف فى ملامح أخيه فزادته حيرة. هل تعجبه؟ لكنه وافق و اتفق مع هوندا بالخروج مع نوم عساف. بذكر عساف كان قد دخل خيمته من فوره فى ثورة و لكنه خلع ملابسه و ارتدى تيشرت أخر أسود اللون ثم فتح جهاز الإرسال المحمول ذو شفرات هوائية عالمية.

"مولاتي... مولاتي..." لحظات طويلة ثم جائه رد هامس

"أنا بابليتو"

"سيدي... أُوصِل لك أخر الأخبار"

"تفضل" أخذ عساف يخبره ما حدث منذ ركوب السفينة إلى لحظات مضت. بابليتو كان مستمتع يقف فى تراث غرفتهما يراقب حركة حرس القصر الدائمة و شعره يتطاير مع الهواء الطلق. سمع أنين خلفه فابتسم و هو يراقبها تتقلب فيضايقها شعرها الطويل فتجبر على التحرك فى السرير قليلاً مرة أخرى حتى تسحبه من تحت جسدها، ثم تغطى فى نوم عميق ثانية. سمع أسم التوأم و سمع كونهم فى غرفة هوندا فأختفت بسمته للحظة ثم عادت رويداً مع إعتراض عساف لإدخال هوندا لهما.

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن