١٣- ڤلاديڤوستوك

91 14 5
                                    

"وهل لي بمعرفة السبب؟" سألت سيلڤانا الذكرين و كان المُسيطر بالفعل ذو وجه معترض و متعض بينما التابع ظل هادء ينتظر أوامر قائده

"هذا الكوخ منظم بشكل استثنائي" بدأ بهدوء و واقعية تامة "لقد حضرنا قبل موعد الزفاف بأسبوع تحديداً، كما كان من المتوقع وصولي بعد ثلاثة أيام. بين جميع تحضيرات القطيع لا أعتقد أن جعل كوخ جاهز قبل موعده بثلاثة ايام دون خطأ واحد شئ متاح أو سهل"

التابع حاول كبح بسمته الداخلية فخرًا بقائده صاحب العين الحادة فلا تترك شئ لمحض الصدفة إلا قليلاً. هذه كانت هِبة أڤجوستين منذ صغره التي جعلت منه أكثر حقًا في منصب القائد إلى جانب كونه المولود الأول بين التوأم. كانت بنفسجية العين تنظر له بإنبهار اكتفت برسمه على عينها و شفتيها، لكنها لم تترك مجال له لتخطي ملامحها.

"أنت ذكي بالفعل لكنك شديد الصراحة. هذه أكواخ على أطراف الأراضي الخاصة بنا و يُترك طوال العام جاهز للزيارات المفاجأة كخاصتك"

"لذلك سوف أرفضها" أجاب ببساطة و حدقة عينه الحمراء تضيق "لدي ما اقوم به في هذه الأرض من زيارة إحدى بيوت السحرة و الإبحار. هذه خصوصياتي و لا يحق لفرد من قطيع مجاور الإلتحاق بي في كل خطوة و معرفة خطواتي"

"أنت في أراضينا سيد أڤجوستين" ذكرته و نبرتها تحمل نوع من التحذير بسبب أسلوبه الحاد. كان التابع يشعر بالفعل بنهاية غير مُرضية لهذا الحوار الذي بات كالطريق الشائك يريد كل منهم فرض سيطرته بشكل خاص. الذكر جاء هنا غصب و يرفض تتبعه بحُجة مصاحبته في كل مكان، فهو ليس بطفل حتى يتم مراعاته في خطواته حتى و إن كانت اراضي غريبة. الفتاة وجدت فيه وقاحة شاسعة لرفضه طلبها بإتباعه و بذلك يرفض الخضوع لسيطرة ذئاب المولتوڤ في أرضهم الخاصة، هذا شاب يريد الموت لا محالة.

"لذلك لن أتعدى على قواعدكم، لكني أريد ضمان حرية الحركة بمفردي"

"هذا غير ممكن" كان كل منهما مُصر على رأيه فوجد التابع فرصته في محاولة تهدأة المكان قبل حدوث كارثة لن ترضي أليكسندر في بيته.

"لماذا لا نُحدث القائد غداً و نرى رأيه" نظر له كلاهما و ابتسمت الفتاة برضا

"أوافق... على أي حال كان واجب منكَ زيارة الأسرة بأكملها غداً" فكر أڤجوستين للحظات ثم وافق. خلد للنوم و ركضت سيلڤانا بعيدا ما يكفي لتخفي رائحتها و اتخذت من جذع الشجرة مسند للنوم في حين أستجم أڤجوستين على سرير نظيف و مريح بعدما حصل و أخيراً على حمام ساخن يرضي عروقه التي أصبحت لذجة من مياه القطر. بالعودة إلى فندق موريتانيا أذنت الأميرة لعساف بالدخول

"هوندا، إنه العشاء ألن تنضمي لنا؟"

"لا أرغب في الطعام" أجابت في حزن. حاول عساف قدر المستطاع التحكم في نبرته

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن