27- الحريق

70 13 26
                                    

تمسكت بقوة بفروته البنية و كلما كانت تشعر بالإتزان نظرت خلفها للتأكد من وجود بنفسجي العين و وردي العين الذي واجهوا صعوبة في اللحاق بالمستذئب. بعدما قطعوا تقريباً نصف المسافة بالفعل بدأت تشعر بثقل الهواء بسبب النيران لا سيما أن السحابة و صوت الإستغاثة تصاعد. لكن معدتها أحتاجت إستغاثة أيضا فشدت على فرو أڤجوست بقوة و حاولت كبح ذاتها حتى تستطيع النطق. في الخلف كاناتو لم تُزال عينه عنها لوهلة لذلك نادى على المستذئب بالإنجليزية

"توقف، السيدة ليست بخير" غرز أڤجوست أظافره في الأرض فقام بالتوقف في اسرع ما تمكن. هذه الحركة زادت من يلينا سوءا فلم تستطع الحركة من على ظهره بخاصة بعدما وضعت يداها على فمها. أقترب سوبارو وقام بحملها للأرض بالقرب من شجرة و ابتعد خطوة، لحظة و الأخرى و سمع الرجال صوت تقيئها القوي و الذي صاحبه تأوهات من الألم. سوبارو رفع من شعرها حتى لا يلتقط أي شى و انتظر ريثما تُفرغ معدتها. لم يستطع أڤجوست النظر نحوها لكنه تسائل في ذاته عن سبب هذا القئ، فهي بالفعل صعدت على ظهره مرة قبل. لكنه برر الأمر بأنه مر زمن بعيد على هذا الأمر لذا ربما حالتها الفيزيائية تغيرت.

"أعتذر" قالت بصوت مبحوح والخشونة في حلقها ظاهرة. تمنى الرجال لو يمتلكون مياه في يدهم الآن حتى يخففوا عنها. أقترب منها كاناتو بمنديله القطني الخاص فأخذته ببسمه و تحت عينها ظهرت هالة خافتة. لسبب ما كانت نظرة سوبارو الأشد قلقاً و هو يحاول متابعة كل تصرف لها، لم يبرح من جانبها إنش حتى يُنجدها إذا وقعت. رفعت بصرها له و ابتسمت برفق بعدما جففت فمها بعد عرقها. "دعونا نتحرك"

"دعيني احملك" قال سوبارو بقوة فيها نوع من الأمر جعلت أڤجوست يندهش من جرأته. أين هي لهجة الإحترام عند هؤلاء السته، ليس من الغريب كره العديد لهم. نظرت له للحظات تحاول فهم ما يدور في عقله ثم أومات و انتظرت حتى يحملها كالعروس

"هيا أڤجوست قُد الطريق. أنا أشد إعتيادا لهذا التنقل من ركوب ظهرك" أومأ لها و قاد الطريق بينما أذنه تلتقط كل مرة ينتقل فيها سوبارو. إن وردي العين ينتظر إبتعاد أڤجوست مسافة حتى يحدد مكانه و ينتقل له.
.
.
أعطى لها الإشارة و بدأت ماتيلدا تتحرك بهم للأمام على الأقدام. لم يعرف أي منهم أنهم يتحركون نحو المعركة و ليس للإنقاذ، فلا أحد منهم أستشعر العيون التي تراقبهم، ولم يشك أحد في الغربان التي تجمعت على أغصان الغابة ظنا منهم أنها تجمعت لجثث المستذئبين لكنها فقط أضلت الطريق.

في الطائرة قلبه ملهوف للوصول لها وظهر ذلك على هزته المتكررة لقدمه ورفضه للطعام أو النوم أو حتى المياه. إنه في حداد حتى يصل لنصف روحه الآخر البعيد عنه. كان خائف عليها و منها في آن واحد، لكنه سوف يظهر حتى لو خسرها للابد.

في القصر الرئيسي لملك السحرة خرج من غرفته بزيه الحربي البسيط المصنوع من معدن خاص شديد النُدرة أخف من الحديد لكن أقوى منه. لقد أختار أحد أكثر الألوان مُفرحة و كان لون زوجته المفضل، وهو الفسدقي. رغم أن سُترة الحماية تغطي منطقته الخاصة كشفت عن جانبي خصره و بذلك أظهرت القميص الفسدقي تحتها. ببنطال أسود و حذاء طويل لون ورق الشجر. ترك الخدم يضعون له كاب الملك الخاص بالحرب، فهو يمتلك عدد منهم لكل مناسبة واحد. خرج من الباب و نظر لرايان المُنتظر عند الباب بزي حربي آخر أكثر غُربة من المتوقع مما دفعه للإبتسام له و خرج الأمر بضحكة سريعة كأنه لا يستعد لحرب

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن