"بابليتو قُل شيئاً!" صرخت به ماتيلدا بعدما طفح بها الكيل من صمته و هدوءه التام. "اللعنة، أكنت تعرف!"
"نعم" قرر أخيرا بابليتو الوقوف أمامها مباشرة لينظر في عينها و يصتدم بالدموع التي تحاول التحكم فيها. لن ينكر أنه رغب في ضمها كعادته و طمئنتها أن كل شئ سيكون بخير لكنه لم يجد القوة النفسية لفعل ذلك و هو على دراية أنها سوف تدفعه لا محالة.
"لماذا؟! أنت تعرف القواعد بالفعل"
"وقتها كنتي تبحثين عن شخص قوي يخرج في بعثة هوندا" كانت نبرته هادئة مستسلمة، تنتظر أي كان ما سوف تفعل به. اقترب أمارليك من عساف و أشار له بالرحيل حتى لا تخرج خصوصيات أخته للجميع حتى و إن كانت هي المُخطئة بالصراخ في خطيبها أمام الغرباء. رحل عساف فلم يتبقى سوى الأسرة و أڤجوستين الذي لم يحتاج رحيل تابعه لجهله الإسبانية بكل الطرق.
"شخص قوي لكن ليس خائن!" صرخت به "كيف تفعل بي هذا، كيف تضع ساحر مثله في القصر!"
"و ما مشكلته؟" رد عليها بإنزعاج لكنه لم يصرخ. هنا تأكد أمارليك أن الليلة لن تمر مرور الكرام
"مشكلته أنه ساحر ذا وشم حتى و إن لم يختره"
"لقد فحصتيه بنفسك و لم تجدي فيه عيب"
"لأنني وثقت بك!" صرخت و الدموع تفر من عينها و ربما تصرخ لكن نبرتها تنقلب رويداً إلى ضعف و حنق "لقد وثقت في إختيارك كما أفعل دائما. لقد وثقت أنك تريد الأفضل لأختي و الأفضل لي و لمكانتي، لذا لم أدقق الفحص."
"ألا تظني أن عساف كان الأفضل؟" سأل بابليتو و هو يحاول تعقيلها و تهداتها فلا شئ يقسو عليه أكثر من دموعها.
"كُنتُ أظن ذلك... لكن ليس بعد الآن" هدأ صوتها لكنه أمتزج بالشهيق لصعوبة تنفسهل بين الدموع "كُنتُ أظن أنك الأفضل و من لن يخدعني أبدا. كُنتُ أظن أنه و من بين كل الأكاذيب المتواجدة في عالمي أنت الحقيقة الوحيدة في كل شئ تفعله حتى اختياراتك لشعبي. لكن... لكنني كنت غبية، حمقاء لن تجد حُب أبدا"
"تيلدا، أرجوكي لا تخلطي الأمور" حاول التعقل معها و قد دفعه الإنفعال على حزنها في أخذ خطوة بالقرب منها، و نبرته لم تُخفي الألم أو الصدمة التي توغلت لقلبه كالسكين و هو يتعجب لكيف وصل بها الأمر لهذه الاستنتاجات. وضع يده حول ذراعيها لكنها دفعتهم بقوة فتراجع و أبتلع الغصة التي في صدره و قالها بكل إستسلام فهو يعني كل حرف فيها "أنا أُحبك"
"كاذب! كاذب!" صرخت به "من يَكذب في الصغيرة يكذب في الكبيرة."
"تيلدا..." تراجعت خطوة أخرى و نهر من الدموع تقتله يخرج من عينها
"كيف كان شعورك و كل مرة أُخبرك كم أنه رجل جيد، فتوافقني دون إخباري بالحقيقة. ها!" صرخت به "كيف كان شعورك و أنا آتمنه على أختي لأعوام. كيف كان شعورك و أنا آتمنك على مكانتي و حياتي لأعوام بابليتو، ها!"
أنت تقرأ
عبيد أم أمراء؟
Fantasyماذا تعرف عن كارلهينز ملك مصاص الدماء؟ و ماذا تعرف عن الأمراء الست؟ القليل... تذوقوا معهم مُر الماضى و قسوة الحاضر الذى زلزل توازن النبلاء فى عالم السحري و الذئاب و مصاصي الدماء. أعترضوا معهم على واقع أجبر نفسه عليهم فشرخ قلوبهم. لكن الأهم تابعوا م...