21- أعتراف

101 13 14
                                    

كان المساء قد شق طريقه في السماء مُعلن الصمت معه في جميع الأجزاء عدى داخل البيوت و كانت صاحبة العين و الشعر الرمادي ترتدي سترتها الزيتي عند باب القصر حيث تعيش و كانت مندمجه مع السماعات التي في أذنها فلم تشعر بوجود والدها خلفها حتى نظرت خلفها لتسحب المفتاح فتجده يبتسم

"دعيني أوصلك" نظرت له للحظة كأنها ترغب في الإعتراض لكن سرعان ما ابتسمت و شبكت يدها بذراعه حتى تلتصق به طوال الطريق. بعدما وصلوا إلى الغابة القريبة من البيت و التي مهدت خطوات البشر و حوافر الذئاب أرض مناسبة لهم للتحرك فيها.

"لم أسمع رأيك قط في شأن زوجة نايت المستقبلية" نظرت له بطرف عينها للحظات ثم ضمت شفتيها في حركة تفكير قبل النطق

"إنها غاية الجمال و لذلك أغار منها." أبتسم الأب على ضحكة أبنته العفوية "لكنها شديدة الترفيه لذلك سيجد نايت صعوبة في إخضاعها لقواعدنا بالبيت. إلى جانب كل ذلك، أنا ضد تفكيرها في رفض إنجاب أكثر من طفل واحد"

"لكن نايت تقبل هذا الشرط بالفعل" أومأت سيلڤانا بالمعرفة.

"أعرف" نظر لأبنته بطرف عينه ليتفقد ردة فعلها من الجملة القادمة و قد تأكد من قولها بكل صدق.

"لقد تدخلنا في شؤون لا علاقة لنا بها" أمالت رأسها بعكس اتجاه والدها شئ بسيط في أمل برفع و تقريب الأذن الأخرى منه "قبيلة يوكوري متحالفة مع صواع الملك، إذا تزوجنا منهم بالتالي صواع الملك سيكونون حلفاء لنا"

"ليس بالضرورة" ألتفت حتى تواجهه و قالت بكل بساطة و بسمة إحترام "نحن نتزوج اليوكوري حتى تكون حليفتنا، لكن من قال أن حلفاءها حلفاءنا؟ سنختار بين حلفاءها من يشاركوننا المصلحة لكننا لسنا مجبرين على قبول الجميع"

"كاترينا موافقة على هذا التحالف" سيلڤانا من نبرة والدها الإخبارية أدركت أنه يختبرها ولا يستشيرها. لكن هذا لم يكن سبب حتى تنتقي الكلمات بل تحدثت كما تفعل دائما بثقة في كلماتها

"وأنا ضده" نظرت نحو إحدى الأشجار التي عليها علامات حوافر لدب يجول الأنحاء "هذا الملك بأتباعه يخططون لاحتلال العالم و شن حرب، لاسيما راتزل صاحب نظرية الإبادة الجماعية. إنهم جماعة - بطابع حال مصاصي الدماء - يحبون سفك الدماء و لن نشارك نحن في أمر كهذا عن رضا."

"لكنهم أعلنوا خروجهم عن طوع الملك بعد عام النكبة بالفعل"

"ونحن لم نتبع ملك منذ عشرون عام لكن نكن لمكانته الإحترام" أجابته بنفس الأسلوب التذكيري الذي به إخطار من نوع خاص "نحن سنكون حلفاء ليوكوري بسبب الزفاف لكننا على الحياد لمصاصي الدماء كما فعلنا دوماً"

"تعرفين يا سيلڤانا"

"همم" همهمت في رد على نبرة والدها الجادة التي غلبت على تلك الخاصة بالمشاورة السابقة. كان والدها ينظر نحو الأشجار العالية و كيف تترابط الأغصان في الأعلى فلا يطغي أحدهم على غيره و إن فعل يكون في تناغم.

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن