40- النهاية

126 8 5
                                    

سعل أرسلان بقوة و الدماء تخرج من فمه. نظر له الجميع باهتمام و اقترب منه أمارليك ليضع يده على ظهره و يمد له منديل، لكن شاحب الوجه أبتسم بوهن و تحركت حدقه عينه ببطء إلى أمارليك و قال بأعلى ما استطاع لكنه كان صوت خافت فصعُب تميز الكلمات.

"لقد... عادت... للحياة... اتسائل... هل كانت لتكون...  بهذه القوة" وبلا حرف آخر ثقل بدنه و فارق الحياة واقعاً على ظهره. أسنده أمارليك سريعاً و قام بإنزاله بروية و عينه ممتنه له و ودعه بشكر يتمنى أن تسمعه روحه قبل تركها لبدنها.  ليس بعده بكثير أصدرت هوندا أنين بسيط لافته بذلك انتباه جميع الحضور تقريبا وسارع أمارليك بالتحرك ليجلس إلى جانبها.

"هوندا؟" نادى برفق. فتحت عينها مُفرجة بذلك عن بنيتاها مما جعل أمارليك يتعجب قليلا لكنه سرعان ما أستعاد احساس أنها لا تراه. أمالت رأسها للجانب الأخر حيث كان يجلس رايان. 

"أميرة هوندا" أومأ لها في ترحاب. أبعدت بصرها عنه و نظرت خلفه لتجد بعض الفراغ، يبدو أنها مازالت تُدرك ما حدث. عاودت النظر نحو أمارليك لكن هذه المرة  التقتت كل ما هو خلفه، و حركة عدسة عينها جعلت أمارليك يندهش بروية محاولا تكذيب ما يدور في عقله. أخيرا أراحت عينها على أرسلان لجانبها فمدت يدها و توغلت أصابعها في أصابعه، قبل إغماض عينها في حزن طفيف. 

"لقد مات الكثير في يوم واحد" كانت أول جملة تهمس بها بالصوت بالكاد سمعه أمارليك و مساعده. 

"هوندا هل أنتي بخير؟" سأل أمارليك وهو يتحرك للأمام بجذعه. نظرت له قبل مرور أمامها صورة السيدة ذات الشعر الطويل و والدتها، وبذلك تذكرت كل شئ و هزت رأسها بالموافقة. أكتفت بهذه الإشارة حتى تحرك جسدها لتعتدل في جلستها و النظر إلى مصاص الدماء الأشقر بشفقة و امتننان. أمارليك كان يتابع كل حركة منها بتساؤل ومن لحظة لأخرى ينظر لرايان بنفس الجهل. حين لمحها تتحرك للوقوف سابقها و مد يده تحت إبطها ليسندها لكنه فوجئ بها ترفع يدها لتمنعه. ألتفت بجسدها للخلف حتى تنظر نحو أياتو طويلا و بسمة حزن على شفاهها قبل إغلاق عينها بحزن و أخذ نفس عميق. 

"لن أدعك ترحل" همست قبل فتح عينها. 
.
.
"هناك شئ مختلف في تكوين عقلها..." لاحظ كيريتو. أومأ داڤنشي وهو يرى كيف أنها تائهة لكنها تبدو على خير العِلم برغبتها. 

"لقد قابَلت خالقتها" نظروا جميعهم إلى سيرين. "لن تكون الحرب بيننا و هُم، بل هي"

"لن تستطيع الوقوف أمام خمستنا وحدها" أوضحت إيلين التي لم تجد رد من سيرين كالعادة. لذلك أزاغت بعينها نحو الملك و سألت بانتباه "مَن مِنا سوف تُرسل لاحقا؟"

"لقد أقتلعنا قواهم للنصف بالفعل، النصر مؤكد" جاء صوت رودلف لكن كيريتو أصابه بواقعيته البحته ونظرته له مع إصبع مرفوع

"ليس وهي بينهم. أميرلاند كان الوحيد الذي يمتلك سحر هي ضعيفة ضده لكن-"

"وسيرين" صحح الملك. نظر نحو سيرين و بأمر "أعتقد أنكِ بالفعل-"

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن