السماء كان بها بعض الغيوم ترحاب بالخريف عند كهف خارج المدينة بالقرب من حدود مدينة فلاديفوستوك، و الكهوف تحتاج أشجار لتحيطها و تلك الأشجار مر بالقرب منها نهر ضيق ليس بغويط تجد عل ضفته ذا العين الحمراء و صدره العاري لا يشتكي من برودة الجو. لقد تركته لفترة تخطت الربع ساعة لكن رائحتها ظلت بالأجواء حتى ظهورها مرة أخرى من بين الأشجار وجسدها مغطى بمادة تجعله يلمع كالذهب، عقد حاجبه و هو ينتظر جلوسها بجانبه.
"سوف يذهب اللون بسرعة لا تقلق"
"و ماهو ذلك اللون من الأصل؟" أبتسمت و هي تعيد شعرها للخلف قبل تمديد قدماها و الاسترخاء الكامل على ذراعيها خلفها
"انها ليلة اكتمال قمر، و نهر الكهف يوازي القمر في أهميته عندنا"
"نهر الكهف؟" نظرت له بطرف عينها و غمزت بقهقهة خافته و هي تتأمله بتفحص. أنتظرت منه عقد حاجبه في عدم فهم لتصرفها و عينه الحمراء ثبتها على وجهها.
"من يراك أول مرة لا يظن فيك الفضول"
"أكان هذا اختبار؟" سألها في شئ من الانزعاج بحاجبه المرفوع. ضيقت حاجبها كأنها تفكر و مازالت تتفقد حركاته بفضول
"لا تأخذ الأمر على محمل الجدية. كان مجرد إثارة" أشاح وجهه عنها في انزعاج من تصرفها, أو الأحرى في انزعاج من وقوعه في فخ فضولها. نظر للنهر و بالصمت شرد في عالمه من التفكير العميق و إعادة أحداث الصباح لعقله بكل ما فيها من مشاعر سلبية و أجزاء القصص المحكية المتناثرة. شئ واحد علق في عقله و كان أكثر الاشياء حملا على صدره... كان بكل بساطة نظرة ماتيلدا لبابليتو و نظرة الآخر لها. تلك الفتاة التي لم يعد يفهم تصرفاتها مذ دخول بابليتو حياتها. بجانبه ظلت سيلڤانا تختطف النظرات له و كل واحدة تزداد طولا عن التي قبلها حتى كان الأمر كالتحديق به و بعمق أفكاره. تركته لعقله طويلا حتى سمعت صوت عواء من بعيد، اقترب موعد العشاء.
"أفجوستين" خرج من شروده و نظر لها منتظر جملتها الباقية "بماذا تفكر؟ بفتاة؟"
"أصبتي" رفعت حاجبها فى ردة فعل استهزاء. لكنه قرر تجاهلها حتى لا يدخل عراك غير مجدي. عدى أنه لم يستطع تجاهل حركتها للوقوف أمامه و مد يدها له
"علينا العودة للكوخ، لكنك سوف تقص لي عن تلك الفتاة التي ستكون دُرتي" نظر لها بدهشة فوجدها تومئ ببساطة كأن الأمر لا يعنيها أو يثيرها كما يُشعل فيه براكين من الثورة و الغضب. "أنا هي أبنة المولتوڤ التي ستنتقل للعيش في بيت أليكسندر كوردوقو حتى تنهي دراستها العليا في علم الإجتماع"
كان أكثر ذهولا بالجملة الأولى لدرجة انه لم ينصت لأخر حديثها. ما تقوله ليس من ضمن الاتفاق الذي فرض عليه بلا رضا منه، أكان والده بالفعل يخطط لبقاء فتاة في بيت مع ثلاثة ذكور عزاب. أفقد عقله والدهم، أم أنه يخطط لشئ أكبر. هنا أبتلع ريقه بصعوبة و فكرة أسوء ضربته فكانت كالصفعة القوية التي تجعله ينزف. نظر في عينها مباشرة يحاول أن يستشف وجود أي معلومات زائدة فضلت الصمت علبها، لكنها كانت ثابتة تدرس معالمه. ليس من الغريب اختيار والده لها من بين كل الفتيات، فعلى أي حال أفجوستين مختل البيت حسب قول والدهم.
أنت تقرأ
عبيد أم أمراء؟
Fantasíaماذا تعرف عن كارلهينز ملك مصاص الدماء؟ و ماذا تعرف عن الأمراء الست؟ القليل... تذوقوا معهم مُر الماضى و قسوة الحاضر الذى زلزل توازن النبلاء فى عالم السحري و الذئاب و مصاصي الدماء. أعترضوا معهم على واقع أجبر نفسه عليهم فشرخ قلوبهم. لكن الأهم تابعوا م...