٧- هدوء ما قبل العاصفة

131 16 9
                                    

أصدر أنين من الألم و موجة أخرى منه تجتاحه. بالكاد يمكنه القول أنه أسترَضق النوم لجسد مغطى بالعرق و عين بنفسجية شاحبة. كانت أنفاسه تتسارع حينا و تثبت حينا، كذلك كانت قدمه تعوي فى جسده مرة و تسكن كالموتى مرة. إنه يحتاج العلاج و بسرعة. مع طلوع الشمس وجب عليه التحرك الى الفندق لكن بأي شئ يتحرك و كيف يتحرك و أي حركة بسيطة ترهقه كالركض.

"سأنتظر" تمتم فى ذاته ثم أخذ يطمأن ذاته "أخي سيعثر عليّ لا محالة"

فى تلك الأثناء خرج رجال عساف من غلافهم و بدأ البعض يتثائب بينما يحرك البعض عضلات جسده المتماسكة. بينما وقف عساف شديد الهيئة كأنه لم يظل الليل بطوله جالس القرفصاء يبقي سحره مكانه. اتجه نحوه أحد الرجال بقارورة مياه و مدها له بابتسامة.

"سيدي عليكَ تنشيط جسدك." أمسكها عساف و ارتشف أول رشفة ثم وسعت عينه و رفع نظره للشاب فوجده يومئ بهدوء و بسمته مشرقة. تنهد عساف و شرب منها مرة أخرى لكن باستمتاع أكثر، إنها مياه مقدسة يسافر السحرة أميال للحصول عليها. هنا تذكر مذاق وقت حياته ببلده الأم و مذاق ماء المسلمين المكرم فابتسم بروية و نظر نحو السماءِ بشرود. كان رجاله يراقبوه بدهشة فقليلاً ما يبتسم ذلك القائد و كما توقعوا اختفت البسمة بسرعة ظهورها.

"هيا علينا التحرك. سوف نخرج من الجانب الآخر للغابة. لن نسلم من العيون إذا خرجنا من أرض اشتعلت بها النيران أمس" أومأ رجاله و تقدمهم القمحي إلى أعماق الغابة.

بجزء أخر من الغابة كانت قدماه ممددة أمامه ،قبعته على رأسه المُسندة على جزع الشجرة، بينما عيناه مغمضة فى استمتاع لرقة الهواء و هو يداعب وجهه و شعره. شعر بالحركة عند الأرض و أنين بسيط للفتاة فابتسم بهدوء و هو يتوقع التصرف القادم. لحظةٌ و الأخرى و إذا بها تصرخ بخفه و تزحف بيدها للخلف فتفقد توازنها و تقع على ظهرها فارتطم رأسها بالشجرة.

"صباح الخير يا هوندا" بدأ أياتو. شعر لايتو بحركة الأخر نحوها فأنزل بصره ليراه يضع يده على شعرها و يفركه بخفه حتى يزيل الألم تحت حَمار وجهها الشديد في خجل.

"ما... ماذا...ماذا كنت-"

"لقد فقدتي الوعي أمس بعد شكري"

"و تركتني فاقدة له؟" صرخت به ليبتسم مُستغل واقع أنها لا ترى فيثبت نبرة حادة لكن بوجه بشوش

"بل أيقظتك و هذه المرة نمتي على صدري باختيارك. أحدهم لم يستطع الحركة" قال أخر جملة بتغزل فأشعل خجلها أكثر. كم أرادت ضربه الآن لكن سلوك الأميرة لا يدعو لذلك، هكذا كان التصرف الأمثل هو وضع يدها على وجهها لتخفيف ملامحها عنه. أبعد لايتو عينه أخيراً و هو يشعر بفوران دماءها و تجمد حركة أخيه فأسند رأسه و قال فى عقله:-

"يبدو أنه لم يسلم من فخ العمياء" بعد فترة وجيزة أنزلت يدها. كان أياتو قد ابتعد و استند على الشجرة حيث يجلس أخيه فى انتظار و مراقبة.

عبيد أم أمراء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن