الجُزء السادِس والعُشرين|بين أحضَان المَجهول

36.9K 1.3K 769
                                    

الجُزء السادِس والعُشرين| "وإن كُنتِ تحبيني حقاً
‏خُذيني
‏أنقذيني
‏خبئيني
‏أقداري تهزمني فأُنصريني
‏أني أشتعل، أطفئيني
‏جديني وأنجِديني
‏أمتهنيني، داريني
‏أقيمي أعوجاجي وأصلحيني
‏لا تترُكيني وإن كُنت صعَباً
‏حاوِليني، لا تُبعديِني فتقَتليني.."
* * *

بعد سنوات مِن الآن
سيتسأل الناس لِماذا توقّف نيچرو عَن الكِتابَة، وسيعتَقِد البَعض أنّهُ وأخيرًا وَجد ذاتَهُ في مَكان آخر، أو رُبما تَعافى، لطالَما كانوا لا يعرِفون من أنا في الواقِع، سيصِلون إلى مَرحلَة عَدم الإكتِراث بِمَن سأكون، وما هي ملامِحي، سينسى الجَميع أمر هٰذا المَجهول، ورُبما هٰذا السَبب الأوّل لِرحلَة التخفي هٰذِه، أن التوقُّف عَن الكِتابَة لَن يُجلِب الكَثير مِن الأسئِلة، لِأن لا أحد يعرِف الوَجه خَلف تِلك الأحرُف، أحرُفي التي أخرَجتَها لِلعالَم قاصِدًا بِها تَغيير البعض مِن البَشر، التأثير بِهُم بِطريقَة جيّدَة، كُنت أنوي بِناء شيء لا يُهدَم في عقولَهُم، ظننت أن هٰكذا سأنقِذ أحدَهُم مِن الغَرق، رِغبت أن أجعلَهُم يفهموا شيء مِما يُحيّرَهُم، كُنت أتمنى أن يجِدوا هُنا بين أحرُفي مَن يفهَمهُم، أن يهربوا إليّ في أوقات يأسَهُم مِن العالَم الخارِجي، لِأنّي تعمّدت أن أضع قِطعَة مِني في كُل شخصياتي، جانِب يلمس كُل فَرد، حتى الأشرار مِنهُم، حاوَلت أن أعيشهُم جَميعًا، أن أفهَمهُم، وحتى مَع أحزاني أضفت أحزانَهُم، وغيّروا في الكَثير، أمّا الآن أجِد بِأنني الشرير المَحبوب، الذي لا يجرؤ البَعض على الإعتِراف بِحُبّهُ خوفًا مِن نَظرات النفور..

أنا آعتَذِر لِأنني أحمِل في قلبي هٰذِه القسوّة، آسِف لِأنني لَستُ مُتسامِح بِشكلٍ كافٍ مَع الأخطاء، أعتَذِر لِكُل مَن إنتَظر مِني التشبُّث بِه، أنا لَست المِثال الجَيّد لِلتسامُح والمَغفِرَة، ولا أنتَظِر العفو مِن أحَد، ولٰكِنّي الآن آسِف لكِ أنتِ يا زَهرَة البنَفسَج، لِأنني أدخلتُكِ في دوامّة مِن الأسئِلة وأثقلتُ كاهِل قلبُكِ بِالحيرَة تِجاهي، إنّي أُحِبُّكِ ولٰكِنّي نسيت أن حَق الحُب مُحرَّم لِمن مِثلي، لِأنّني مُهلِك، مُرهِق والتعامُل مَعي مُعقّد، أتمنّى لو أن لي فُرصَة أُخرى لِلعودَة للماضي، كُنت سأتجاهَل كُل مُحاولاتَكِ للوصول لي، وكُنت سأبقى هُنا في سلام، لاشيء يُداهِم أفكاري ويزيدَني شجنًا، أحيانًا يكون الحُب هو الطَريق لِلسلام ولٰكِن لَيس لي، كُنت أظُن أن قلبي ذو حصن منيع، مُتأكِّدًا مِن أنّهُ غير قادِرًا على الحُب، ولٰكِنّهُ كان خَطأي أنا، ظننت أن الدخول في مُجازَفَة كَهٰذِه مَعكِ سيكسِر الرتابَة التي كان يعيش فيها قلبي، والأمر.. بدايَة الأمر كان بِإنبِهارَكِ بي، ظننت أن قسوَتي وظَلامي سيجعلانَكِ تركُضين بعيدًا عَني، وستتغيّر كُل أفكارَكِ وأوهامَكِ، ولٰكِنّكِ إحتَضنتِ كُل ظلامي دون الخَوف مِن نظرَة الموت في عيناي..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن