الجُزء العاشِر|عاصِفَة عِشقيّة

45.3K 2.6K 1.7K
                                    

الجُزء العاشِر| ‏أنتِ احتراقُ الصيف شوقاً في المدى
‏و تهامس العينين خوفا حين تحبل بالندى
‏يا من عشقتكِ دونما وعيٍ
‏و لم أحفل فؤادي في ضلال أم هدى
‏إني أحبكِ في القصائدِ في الأماني والحقيقةْ
‏وأريد أن تبقين لي أمًا وملهمة صديقة
‏وعلاقة نارية مائيةً تبقى وثيقة..
* * *

إنني أحفظ شُعور أن
أُريد أن أبذِل جُهدًا ما لِإنقاذ كُل شيء، ولِإنقاذ من أُحِب ولٰكِني أعود بِذاكِرَتي إلى آخِر مُحاوَلة لي ثُم أتراجَع، حتمًا لاشيء يستحِق الإنقاذ إن إختار الإنهيار، والموت، الأشياء التي تنهار لَم تكُن تمتَلِك أساس ثابِت، وهٰذا يَعني بِأني لَست كافيًا إلى حدْ الثبات بي!، أنا شَخص مَهزوز، على وَشك الإنهيار ولا أمَل مِن التمسُّك بي، كما أنّهُ لا أمل مِن مُحاوَلات إنقاذي لِمن إختار المُغادَرة والسقوط مِن سَقف حياتي، أنا شَخص لايعِد أحد بِالبَقاء، أعلَم بِأنني أُغادِر حينَما أختَنِق، حينَما تُهان مَشاعِري، وحينَما أخاف، أنا خائِف دائِمًا وأبدًا، ولَست أنكِر حقيقَتي السوداء..

ولٰكِنّها تَجعلَني أتجرَّد مِن كُل عيوبي
وأكون رَجُل مُطمَئِّن، ثابِت ولا يُريد المُغادَرَة، وكُل عيوبي غَدت مَحاسِن، ولا أفهَم كَيف لِرجُل عاش حياتَهُ يَخاف مِن كُل البَشر، دون أي إستِثناء، ولا يتقبّل أي غَريب عَنه، أن يَكون مُرتاحًا في وجود أُنثى!، بِالرُغم مِن أنها غَريبَة عَنه، كَيف أمّن نَفسَهُ مَعها!، وكَيف يكون مُشتتًا في غيابَها، وهو الذي إعتاد أن يكون وحيدًا ومكتفيًا بِنَفسَهُ جليسًا!، كَيف جاءت هي وأصبَح هٰذا الرَجُل مُكتفيًا بِها هي!، هَل رُبما يَكون عِشقًا!..

وكَيف أكون عاشِقًا!
وأنا الذي يَكتُب موتًا، يرسُم حُزنًا، ويعزِف بؤسًا، أنا الذي لا أعرِف سِوى الوِحدة والعُتمَة، كَيف لي أن أكون عاشِقًا!، وكيف يَجِد العِشق طَريقًا لي!، وأكون عاشِقًا لأُنثى تحتَرِف الإغواء، جميلَة حدْ الخوف مِن خدشَها بِحدّتي، تَمتلِك صوت دافِئ وحُضور يُشابِه الليل بِهدوئَهُ، تَتجرّأ على قول كَلِمات تَجعل مِني مُتملِّكًا لَها، ومُطالِبًا بِالمَزيد، حدْ اللا إكتِفاء، ومن يا تُرى قد يكتَفي مِنها هي!، لا أكتفي حتمًا لا أكتَفي، وكأنّها أصبحت فنًا وأُريد إمتِلاكَهُ، كَلوَحة جَميلَة بِحُزنَها لِفان جوخ، أو كَمقطوعَة هادِئَة لِشوبان، أُنثى غَير إعتياديّة تُغريني بِجمال روَحها وعُمق كَلِمات عَينيها، وكأنّها تنوي عَلى الفتك بِقلبي!، قَلبي!، وهل يا تُرى هٰذا الأسود القاسي يسمَع، يشعُر أو حتى ينبُض!، كَيف لِرجُل لَهُ قَلب ميت أن يكون عاشِقًا!..

إنما العِـشـق عليّ مُستحيل
أكيد بِأنّهُ مُستحيل، لَقد فَقدت قلبي في مَعارِك حياتي وما بقي مِنهُ إلّا القليل، وهل يَكفي العِشق القَليل!، مُحال أن يَكون كافيًا، مُحال بِقلبي العليل أن أكون عاشِقًا إلا وإن كان هُناك بديل!، بديل لِقلبي الذي ليس لَديه دليل بِأنّهُ لايزال على قيد الحيَاة،
رُبما حينَها أكون عاشِقًا وأسهر الليل عَلى صَوتها، وأُنادي بِاسماء تُناسِبُها، والمس روحَها، ثُم أنام على صدرَها غافيًا مِن كُل خِداع الحياة، ورُبما أموت بين يديها!، فأكون شَهيد عَينيها، وصوتَها!..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن