الجُزء الثاني|شغف وفضول

69.2K 3.4K 1.4K
                                    

الجُزء الثاني| ان هذا الحزن في عينيها هو ما يشدني اليها ، هي بحاجه الى شخص ما ، وانا بحاجه الى من يحتاج الي..
* * *

لاتُصدِّق تِلك الكذبة الحقيرة التي تقول نحن نُريد مصلحتك، لاتستمِع لأي تحذيرات مِن المقربين، تهوَّر وقع في الأخطاء لا بأس بِذٰلِك، هٰذا أفضل مِن عيش حياتَك وأنت لا تفقه شيء عمّا حولَك، لاتُصدِّق أيًا مِن تِلك الكلِمات لِأن وحدك أنت من يعرِف الأفضل لك، تجارُبك، هزائمك، خيباتَك وإختياراتَك هي من شأنك الخاص، أنت مُختلِف عنهُم لاتعِش حياة مُكررة مُتبِّعًا تحذيراتَهُم فما فشلوا هُم فيه قد تنجح أنت في فِعلَهُ..

أختيارك بِالإبتِعاد حينما تشعُر بِأن كُل ما حولَك كاذِب أياك والندم حياله، لاقيمة لِحياة تسير لِإرضاء من حولَك، لِأن إرضائهُم ماهو إلا شيء مُستحيل الحُدوث، وجهودَك التي تبذلها لِإثبات أنك جيد جميعها جهود مُرهِقة دون جدوى منها، لِأن بِخطأ واحِد سينسوا كُل تضحياتَك وكُل محاولاتَك وسينظرون لِخطأك دون حتى تقدير جهودَك السابِقة، صدِّق..إنّها الحقيقة ولاتَستبعِد الأقرب لَك مِن كُل هٰذا..

هو الآن رجُل يعيش حياة لايدخُل إليها شيء مِن تطفُّلات البشر، وعُزلتَهُ تِلك ليست لِحُزن بل لِلإبتِعاد عن تفاهات الخارِج التي لاتُعنيه، الخارج!..
إنّهُ مكان خطير مُمتلِئ بالحمقى، كما قال كافكا الخروج من البيت مخاطرة كبيرة، وهو بِالفِعل كذٰلِك بالنسبة لهُ ولِأنهُ لايملِك الحق في تغيير الناس، قام بتغيير مُحيطَهُ، مُنعزِلًا بِأفكارَهُ ورغباتَهُ عن العالَم، لوحاتَه وكُتبَهُ تِلك التي قام بتأليفها كانت الشيء الوحيد الذي يربُطَهُ بالعالم، مِن حيث رؤيّة كميّة المُبيعات التي حققها كُل إصدار لَهُ يشعُر بِأن كُل تِلك الأعداد تخُصّه وأن كُل اولٰئِك البشر ينتمون لَه، هُم فقط..

مرورًا بِطفولتَهُ التي لم تكُن جميلة إلى حياتَهُ الآن كُل شيء يسير بِعُنف مِن فوقَهُ وكأن الأيام تدهسَهُ..

أخذ تِلك الألوان وبدأ بِتلوين تِلك اللوحة الفريدة مِن نوعها، فهو لم يسبق لَهُ وقام بِرسم أُنثى!، لَم تُلهِمَهُ أو تستهويه أُنثى مِن قبل كَما فعلت ملامِحها، بِعينيها السوداء وشعرها الأسود الطويل الذي يُنافِس السوداويّة التي يعيش فيها، رُبما هٰذا ما جعلَهُ يرسُمها، لِأن فيها شيء مِن سوداويّتَهُ، والذي دفعَهُ لِرسمها أكثر هو فضولَها الذي جعل مِنها تتبِعُه دون أي خوف مِن هيئَتَهُ التي يفر منها أيًا كان إن رأه، تذكّر يومها حينما حاصرها في الزقاق مُزمجِرًا بِنبرة أخافتها..

" من أنتِ، وما غايتُكِ مِن تتبُّعي!؟.."

كانت تَتنفّس بِإضطِراب بِسبب خوفها وعينيها مُتسِّعَة بِجزع، مِما جَعل مِنه يُبعِد قبضَتَهُ بِبُطئ عن فمها وعِوضًا عن صُراخَها طلبًا لِلنَجدَة أخذت أنفاسها لِتُجيبَهُ بِنبرَة مُتوتِرّة..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن