أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓

النِـهـايـة|كُل الطُرُق تؤدي إلى الأسوَد

الــنِــهــايــة| أحبكِ عِوَضاً عن نساءٍ لا أعرفهنّ
أحبكِ عِوَضاً عن كلّ زمانٍ لم أَعِشهُ
عن ريحِ بحرٍ مفتوحٍ عن رائحةِ خبزٍ ساخنٍ
عن ثلجٍ يسيلُ عن أولى الأزهارِ
عن حيواناتٍ عُذريّةٍ لا يخيفُها الإنسانُ
أحبكِ عِوَضاً عن الحبِّ أحبكِ عِوَضاً عن نساءٍ لا أحبهنّ. .
فمَن سيُبَصّرُني غيرَكِ أرى نفسي صغيراً
من دونكِ لا أرى غيرَ فلاةٍ منبَسطةٍ
بينَ الماضي البعيدِ واليومِ
هنالكَ مِيتاتٌ عَبرتُها على القشِّ لا أستطيعُ ثَقْبَ جدارِ مرآتي
عليّ أن أتعلّمَ الحياةَ كلمةً كلمةً
كمَن ينسَى. .
أحبكِ عِوَضاً عن تعقّلكِ الذي لا أملكهُ
عن العافيةِ
أحبكِ ضدّ ما ليسَ غيرَ الخداعِ
عِوَضاً عن القلبِ السَرمديِّ الذي لا أملكهُ
تؤمنين أنكِ ترتابين من أنكِ المنطقُ الوحيدُ
أنتِ الشمسُ العُظمى التي تُسكِرُني
حينما أَثقُ بنفسي
* * *

تبقى الأشياء مثالية حتى تقرر إكتِشاف خباياها، ورؤيتها عن قُرب، بعين أخرى لا يرى بِها الآخرين، يبقى البطل مثالي إن كان هو من يروي قصته، وليس الشرير، ولكل مِنهُما جُزء خفي لا يعرفه أحد، لِكُل مِنهُما جانب مِن القصة لم يُروى، وينتظر اللحظة المناسبة للكشف عنه، هل يُحَب الشرير؟، وهل البطل يستحِق نِهايَة سعيدة؟، وأين يكمن العدل!، في إنتصار الخير أم في إنصاف الشر!، في نهاية الطريق ستدرك أن القوة تكمن في إكتشاف المجهول الذي يخيفك، وإكتشاف الخير في الشر نفسه، في الإقتِراب مِمّا يخافه الجميع، في قدرتك على معارضة العالم برأيك الّذي وصلت له بعد خوضك في الأمر الذي إعترض الخوض فيه الكثير، في قدرتك على الإعتراف بأخطائك، تكمن هنا القوة، في مناقضة نفسك القديمة حينما تكتشف أنّك تغيرت، ولم تعد ذات الشخص قبل عام، يظن الناس بأن التغير نفاق، ولكن في الحَقيقَة هو ضرورة، عدم التغيير يعني عدم التطور..يَعني بأنك تَقِف في المكان ذاته دون أن تتقدم خُطوَة للأمام، وبينما أنت تَقِف هكذا يضيع العمر وأنت في جهلك..

الحياة لَيسَت للجبناء، ولا تلائم أصحاب القلوب الضعيفة
تظن بأن عليك أن تعيش حياة مثالية، لا تشوبها شائبة، لا ينقصك فيها شيء، وأن عليك أن تمتلك كل ما تَرغب بِه، تظن بأن الحياة رفاهية!، بينما نحن نزلنا على الأرض عقوبة، ولا وجود لمن حياتَهُ تمثل الكمال، إنما هُناك من يستطيع جعلها تبدو مثالية لمن حوله برضائه بما هو مقسوم له، لن يظهر الجَميع ليخبر العالم بمعاناته وبكل الأشياء التي تنقصه، لتقتنع بأن هذا الذي تراه سعيد هناك ما ينقصه، فالمعناة لا تُشارَك، وإن شاركها أحدَهُم فلن يستطيع عدها وحصرها، عليك أن تفهم بأن كل من يمُر في حياتك، كل من تعرفه، هناك فيه ما لا تعرفه، وحتى وإن حاوَلت الغوص في أعماقه لن تكتشف إلّا القليل، القليل الّذي لا يسمح لك بالحُكم عليه، عليك فقط أن تفهم بِأنّك لست الوحيد الذي يعاني، ولست ضحية..