أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓

الجُزء التاسِع عَشَرْ|صِراعَات العِشق

الجُزء التاسِع عَشَرْ| أُمسي وَأُصبِحُ وَالأَشواقُ تَلَعَبُ بي
كَأَنَّما أَنا مِنها شارِبٌ ثَمِلُ
وَأَستَلِذُّ نَسيمًا مِن دِيارِكُمُ
كَأَنَّ أَنفاسَهُ مِن نَشرِكُم قُبَلُ
وَكَم أُحَمِّلُ قَلبي في مَحَبَّتِكُم
ما لَيسَ يَحمِلُهُ قَلبٌ فَيَحتَمِلُ
وَكَم أُصَبِّرُهُ عَنكُم وَأَعذِلُهُ
وَلَيسَ يَنفَعُ عِندَ العاشِقِ العَذَلُ..
* * *

الإعاقَة
الشيء الأوّل الذي سيفُكِّر فيهِ أي أحد حينَما يَسمَع تِلك الكَلِمَة، هو شخص فاقِد القُدرَة على المَشي، والثاني أن يَكون هُناك خَلل في دِماغَهُ، وكِلاهُما خاطِئ، الإعاقَة الحقيقية لَيسَت مُتعلِّقَة بِالجَسَد، وإنما هي المُتعلِّقَة بِالروح التي تسكُن الجَسَد، هي ذٰلِك التَفكير تِجاه المُختَلفين، من خُلِقوا بِهيئَات غَير مُتطابِقَة مَع مَقاييس الجَمال الخادِعَة والتي وضعَها أشخاص يعانون مِن إعاقَة في الفِكر، هي إنسياق الجَميع لِتِلك المَقاييس، هي إستِنقاص لِكُل ما هو نادِر، واللهث خَلف التناسُخ الشكلي والروحي، لِهٰذا العالَم اليوم يَعيش في حالَة مِن الإبتِذال والسطحيّة، لِهٰذا القَليل المُختَلِف يُعاني مِن الوِحدَة، والقُمع العاطِفي، الإعاقَة هي عَدم السَماح لِلنَفس لِتَقبُّل الجَميع بِكُل إختِلافاتَهُم، هي السَماح لِلمُجتَمع، لِلعادات بِالتحكُّم بِالفِكر والجَسَد، هي نَبذ كُل مَن ليس تَحت سَيطرَتهُم، وسيطَرَة أفكارَهُم المُتوارَثَة، الإعاقَة هي أن نتوارَث أفكار وعادات لِزمنٍ مُختَلِف عَن هٰذا الذي نَعيش فيهِ، أن نتوارَثها ونُلزِم الجَميع عَليها، هي أن نُحاوِل أن نُدنِّس سُمعَة أحدَهُم لِأنّهُ لَيس مُتوافِق مَعنا في فِكرَة، أو فَقط لِأنّهُ إختار ألّا يَمشي مَع القَطيع في ذات الطَريق، الذي يؤدّي إلى ذات المَكان، الإعاقَة هي أن نُفكِّر بِأن لَنا الحَق في الحُكم على الجَميع، بِسبب لِباسَهُم، دينَهُم وحتى عِرقَهُم، هٰذا هو مَفهوم الإعاقَة، لِذا على العالَم اليوم أن يَفهَم مُفردات اللُغَة..

فَقيرٌ جِدًا، حَزينٌ جِدًا هٰذا العالَم دون ضحكَتَكِ يا قَمري، وَحيد جِدًا، منبوذ جِدًا قَلبي دون وجودَكِ بِالقُرب مِني، المَطر بَخيل يَرقُص على نافِذَتي ويسألَني عَنكِ، خجول هٰذا الليل حينَما يأتِ إليّ دونَكِ، أسألَهُ أين هي قَمري!، يُجيب غابَت مَكسوفَة، أوراقي تُطالِبني بِالكِتابَة عَنكِ شوقًا لَكِ أيّتُها الليلَكيّة، لوحاتي تَقول أين ذات الشَعر الأسود الليلي عَن الفُرشاة، أينَ شَعرها ومَلامِحَها التي تُشابِه السَلام، أين شَفتيها واللون القرمزي عَليهُما، أين عَينيها والرِمش، وأين إبتِسامَتَها الَتي تُعادِل دواء لِكُل حَزين، كُل الأشياء تسألَني عَليكِ، البَرد يَطرُق نوافِذ قَلبي المُغلَقَة، والليل يُريد أن يُداهِمَني، ولٰكِنّكِ تَنتَشليني مِن أي مُحاوَلة غَرق، مِن أي مُحاوَلَة وَقوع في قاع الذِكرى المؤلِمَة، مَعكِ لا يوجَد لي تاريخٌ قَبلُكِ، لا يوجَد اسم أو سوابِق وَجع، لا وَجود لِلزمن ولِلذِكرى، لِلعُتمَة والقَلق، مَعكِ أتجدد كيرقانَة تَخرُج على هيئَة فَراشَة، وأحلِّق في سَماءَ عَيناكِ الليليّة، وأضيع بين أصابِعُكِ، وشَفتيكِ..