الجُزء الثامِن والعُشرين|تَحطيم القاعِدَة

24K 1.1K 456
                                    

الجُزء الثامِن والعُشرين|" أُريد أن أحيا بِك أنتِ، أعيش بروحكِ أنتِ لتكوني موتِي وحياتي ،جنتي وناري ،روحي وجسدِي ،بدايتي ونهايتي ،فأنَا لا أرغبُ بخاتمِة غيركِ ،لتكوني أنتِ رصاصة موتِي ،وقُبلة إنعاشِي ،لتكوني أنتِ كل شيء،حتى وإن كان في ذلك أجلي وحياتِي.."
* * *

الحُب!
يا الله إنّهُ يجعل مِنّي أنجرِف إلى طَريق مُخيف، مُتصرِّفًا بِطريقَة تَجعلَني أجهلَني، أهٰذا أنا من أفعل!، أهٰذا أنا من يقول!، كُل شَيء خارِج عَن الطَبيعي، خارِج عَن سيطَرَتي، أعتَرِف بِأنني أُريد الخُروج في الحال مِن هٰذا المأزِق المُرعِب، وإلّا سأنجرِف بِكُل عواطِفي وسيُصعَب عليّ حينَها الخَلاص، لا أُريد أن أُحِب أحدَهُم، لا أُريد أن يُصيب قَلبي هٰذا القيد لِأنني أعرِف جيدًا بِأنني لَن أتحرر مِنه يومًا، لا أُريد الإنجِراف وتَسليم قلبي لهلاكَهُ، سأتعامَل مَع كُل أحزاني إلّا أن أتعامَل مَع الحُب!، أنا خائِف، وأكاد أبكي مِن خوفي، إن غرِقت عِشقًا فلا مُنقِذ لي، رأيت كُل ضحاياه، ضَحايا الحُب الّذين إنتهى بِهُم المَطاف وَحيدين وبِقلوب نازِفَة، لا أُريد التورُّط في هٰذا، لا أرغَب بِالخضوع الكامِل، أُريد أن أنتَشِل نَفسي بَعيدًا، مُجددًا حيث لا أحد، لا أحد قادِر على الإقتِراب مِن بَشاعَتي، كُنت في مَأمَن بَعيد عَن كُل ما يخُص الحُب، ولٰكِن تِلك الأعيُن سَرَقتَني مِنّي دون أي مُقاوَمَة، لَم أكُن أعلَم بِأنّهُ مِن السَهل الوقوع في الحُب، بينَما الخُروج مِنه مُستَحيل، إن كُنت أعلَم لِإنتَزعت قَلبي، لَتفاديت أي حادِث عِشقي، ولٰكِن الأوان فات، والحِرص لا جَدوى مِنه، لَقد سَقطت، وتحطّمت بِسَبب ما  يُسمّى بِالحُب..

إنّي أُحِبّكِ ولٰكِن هٰذا لا يُنقِذَني
إبتَليتُ بِكِ وأقلقتِ مَضجَعي، ليت الزَمان يعود يومًا لَكُنت قضيت أيامي بين أوراقي، أحصي خيباتي ودموعي، في زاويَتي، بعيدًا عَن عيناكِ يا لَيلكيتي، هُنا تَمامًا أُريد مِنكِ أن تتوقّفي عَن قِراءَتي، إشتميني مزقيني وإحرقيني، إنتَقمي لِقلبي وقلبَكِ مَعًا، ثُم ودّعيني، رُبما أموت غدًا، رُبما هٰذا كُل ما أملِك لَكِ فَسامحيني، ولا تَظُنّي يومًا أنّها كانَت مُجرَّد حِكايَة لِشخصين، إنّها يقيني، يَقيني الكامِل بِأنّكِ كُنتِ تُكمِّليني، أحببتُكِ بِتسرُّع، بِجشَع وجوع كالمُراهقينِ، وغادَر نُضجي رجاحَة عَقلي، وصلابَتي، أصبَحت رَجُل عُشريني، أنا الذي يقود عَقلَهُ نَحو المنطِق، جَعلتَكِ الأُنثى التي لَها السُلطَة الكامِلَة عليّ، تغلّبتِ على الرَجُل الذي كُنتَهُ، وصنعتِ مِني الرَجُل الأكثر سعادَة وطَمأنينَة، بِجانِبكِ كُنت لاشيء، فقَط مُجرّد رَجُل عاشِق يُريد هٰذا الجَمال أن يَكون لَهُ، لينسى بشاعَتَهُ، لديكِ الآن كُل الحَق، لا أعرِف إن كُنتِ لازِلت هُنا تُجاوريني، وتَقرأين حروفي وتَسمَعيني، ولٰكِنني تَركت لَكِ صفَحة بيضاء، فَأملَئيني بِما يَروق لَقلبكِ، أيروق لَكِ كَيف كُنت بين يداكِ طِفلٌ مُطيع!، يتوق لِكَلِمَة مِنكِ، آه يا ليلكيتي، إنّي موقِن بِأنني وياللسُخريّة أبكي الآن وَحيدًا، بعيدًا ومحفوفًا بِالاشيء، بَعد أن كان دِفئكِ يغمُرَني، كَيف أعيش دون سَماع صوتَكِ الذي يَجعل مِنّي رَجُل آمِن مُطمَئِن، حينَما كان علي أنا من يَجِب عليه بثّكِ بِهٰذا الشعور كُنتِ أنتِ مَن فَعلتِ..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن