أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓

الجُزء الثالِث عَشَر|رَغبَات سَوداويّة

الجُزء الثالِث عَشر| ألَيس الحُب يا قَومي
سُجُودْ الرُّوح عِند الرُّوح
ورَعشَتَنا بِجلد الذَنب
عِند الرَّب حين نَبوح
ورَقصَتَنا عَلى جَرحٍ
لَدى فَيروز حين تَنوح
وشَهوَة بُلبُل في السِجن
لِلأفاق وهيَّ تلوح
لِماذا؟ تَرجُم الفَتوَى
قُلُوب الحُب كَالشَيطَان
لِأن عُرُوق قَلبَينا
سِياط تَضُرب الأديان
وهَل عارٌ مَحبَتُنا؟
أينكِر خَلقَهُ الإنسَان؟
سَنحيا في سَفينَتُنا
ويُغرِق عَرفَهُم طَوفان!..
* * *

سيكون غَريب على الجَميع
أن أكون عاشِق، وأنا الكاتِب الذي لا يكتُب إلّا حُزنٌ ومأساة، والرَسّام الذي يرسُم الموت على لوحاتَهُ، الآن أصبَحت كُل الحُروف تُشير إليها، وكُل الألوان ترسُمها، أستطيع أن أرى إحتِلالَها وسطوها على كُل شيء، هي أُنثى غير إعتياديّة، لها تأثيرَها الخاص، ووجودَها المُميّز، تأتِ هي ويتغيّر كُل شيء، تعود الأُغنيات مُبهِجة، اللوحات ضاحِكة، والكَلِمات راقِصَة مُندهَشِة، تُعيد تَرتيب كُل ما هو مُبعثر وفي المقام الأول قَلبي، قلبي الذي لم يكُن ينبُض إلّا وَجعًا، الذي كان جامِد أمام كُل شيء عداها، أعادت لَهُ شَغف الحياة وربَتت عليهِ بِوجودَها..

كُل القصائِد كُتِبت لِعينيها وصوتها
خُلِقَت الأحرُف لِتُمجِّدها، لِتكون شاهِدة على وجودَها الغير إعتيادي، بِها أنا رَجُل جَميل، رَجُل يعيش، يُريد أن يكون شيئًا لَم يسبَق لَهُ وإن كان، أُريد أن أُخلِّدها، لِتبقى هي أسطورَة الرَجُل الخَفي، الذي لا يعرِف عَنه أحد شَيء سِواها، الرَجُل الذي بقى مُتخفيًّا عَن العالَم، حتى جاءت هي لِتعبث بِمنطِقتي، ومَملَكتي التي لَم يتخطّى حدودَها أحد قَبلَها..

لَيس كُل عِشق يستَحِق الكِتابَة
فَبعضَهُ مسموم، يُصيب القلب بِالمرض، ويجعل مَن يقرأهُ في حالَة مِن التعسُّر القَلبيّ، وليس كُل من أحببناه يستَحِق أن نَكتُبَهُ ليُخلَّد، فَهُناك زوار عابِرين، لا يجعلوا مِن العِشق إلّا مهزَلة لِلعاشِقين، باحِثين عن سد إحتياجات الجَسد، هؤلاء لا يستحِقوا أن يُكتَب لَهُم سَطر أو كَلِمة، عقوبَتَهُم ألّا يعرِفهُم أحد وكأنّهُم لاشيء، ليُغادِروا كما جَاءُوا، وكأن لم يمُر مِن هُنا أحد، ليس هُناك ما نعطيهُم أيّاه، فالأحرُف لا تُكتَب إلّا لِمن يستحِق قِراءتها، لِمن سيُقدِّرَها ويجَعل مِنها مَعبدًا لِروحَهُ، ولِمن تَزيدَهُ إخلاصًا وصِدق..

ولِأنّها أُنثى الفن
تَستحِق أن تُكتَب، تُخلَّد في أسطُري؛ لِتُثري الأدب بِوجودَها، وإن لَم تُكتَب ستَكون خسارة عُظمى لِلُّغَة، خَسارَةً لا تُعوَّض بِأي أُنثى، وإن ذَهبت وإن تَركت قَلبي وَحيد، سأعيد كِتابَتها، ليعرِف العالم بِأن هُناك أُنثى عجيبَة، وجميلَة حَد إصابَة قَلبي بِالجُنون، وحد جَعل أصابِعي تَكتُبها وتَرسُمها، حَد جَعل الأحرُف تندَهِش بِبهاءها، لِأن وجودَها في قَلبي دائِم، وإن غادَرَت لا تُغادِرني، ولَن تُغادِر أحرُفي، سأبقى أكتُبها حتى تموت اللُغة، وبِقلوب كُل العاشِقين سأكتُبها، سأكتُب أنّها أُنثى الفن وأُنثى قَلبي الذي لَن يكون لِسِواها..