الجُزء الثاني والعشرين|رِحلة البَحث عَن لوحة أُنثى الفضول

38.8K 1.4K 1K
                                    

الجُزء الثاني والعُشرين| ‏جميلةٌ انتِ
‏تشبهين الامل الذي يأتي
‏قبل اليأس بلحظه.
‏تشبهين السلام بعيون شعبٍ
‏اتعبتهم الحروب.
‏تشبهين النّور بآخر النفق.
‏جميلةٌ انتِ،جدًا.
‏عينيكِ موطني.
‏وعيناي لا ترغب بتجاهلكِ
‏مرة اخرى..
* * *
" ملاحظة مهمة في نهاية الجزء "

أنا أكثَر الأشخاص تقبُّلًا
أستطيع تقبُّل فِكرَة إبتِعاد أحدَهُم عنّي، إنتِهاء حُب أحدَهُم لي، وإنطِفاء الشُعلَة التي كانت تُثير الشَغف بيني وبين أي أحد، بِإمكاني النوم وَحيد دون كَلبي، والنوم بَعد فُقداني لِأحدَهُم، بِإمكاني تقبُّل كُل شيء دون أي إستِثناء، فَقلبي بارِد كالجَليد، ومَرِن يتلقّى كُل شَيء دون إصابَتَهُ بِأي أثَر، لِأن لا شيء يستَحِق إعطاءَهُ أي رد فِعل، ولِأن كُل الأشياء قابِلَة لِلإنتِهاء، ولِلذَهاب، أنا ترَكت عادَة التأثُّر بِكُل شيء، لِأنني أعلَم بِأن الحُزن على ما مَضى إهدار لِلعُمُر، ولِهٰذا كُل الحُزن، وكُل الأسف على نَفسي، لِأن بِالرُغم مِن كُل ما أُقدِّمَهُ لا يَكفي، لا يَكفي لِلبقاء، لا يَكفي لِلوفاء، لِأن العالَم أصبَح غير مُستقِر في أي شَيء، باتَت كُل المَشاعِر باهِتَه، عُمرَها قصير، تموت بِسُرعَة ولِهٰذا لا تترُك أثر كَبير في القُلوب..

كان مَجيئَكِ إلى عُتمَتي حَدث عَليهِ أن يُكتَب في التاريخ، فَمجيئُكِ كان سَببًا لِإعادَة إحياء قلبٍ ميّت، ميتٌ كُنت أنا، والآن أشعُر بِالحياة تدب في قَلبي، أيّتُها الليلَكية التي لَن تَأتي مِن تأخذَني مِني كَما فَعلتِ أنتِ، من أنا دونَكِ!، لا شَيء، لا أحَد، أنتِ كُل جمهوري، أنتِ الوَطن والروح التي تَسكُن الجَسد، دونَكِ أنا خُردَة باليَة لا تَروق لِأحد، إنّي أُحِبُّكِ أُحِبُّكِ يا قَمري، والطِفل الذي لايزال يبكي داخِلي لا يُريد سِواك، الرجُل الذي يُعاني مِن الألم يَخاف غيابُكِ كَثيرًا بَعد إعتيادَهُ على سَماع ضِحكاتُكِ، كَيف أعيش أخبري قلبي بِالله عليكِ دون النَظر في عَيناكِ، دون الضياع في طريقَة نُطقَكِ لِلأحرُف، دون الشُعور بِقلبي يثور بِسَبب كَلِماتُكِ المُنمّقَة، بعدَكِ قِطعًا لَن أكون وَسيم الحَرف، فَأحرُفي مُقتَبسَة مِن عِشقي لَكِ..

أُدرِك بِأنني أدخَلتُكِ لِعُتمَتي وأنا أُدرِك فُراقَنا المحتوم، لطَالَما كُنت السَبب في خيباتي، أنا وَحدي مَن أنتَقي طُرُق موتي بِقَلبي، كُنت أُدرِك بِأن أُنثى مِثلُكِ لا تأتِ إلّا مرّة واحِدَة كالموت، وحينَما تَذهَب، لا يبقى مَكان لِغيرَها، كُنت أُدرِك بِأن الوقوع في عِشقُكِ مُحتَم، فَأخبريني من هٰذا الذي لا يؤمِن بِالله عِند رؤيَة إبداعَهُ في خَلقَكِ!، وإن مَشت قبيلَة مِن المُلحِدين أمامَكِ، لَقالوا أشهد بِأن لا إله إلّا الله، وأشهد أن من خَلق ضحكتَها عظيم، كُنت أُدرِك بِأنّكِ مؤامَرَة خَطِرَة لِلإيقاع بِقَلبي، قَلبي الصَلب الذي لا يَلين، أصبَح كالماء بين يداكِ، أتعلَمين كيف يشعُر من تربّى على القسوة مُنذ الصِغر، أن يعشَقَهُ أحد!، أن يراه الأهم، والأجمَل بِالرُغم مِن البشاعَة التي سَكنت قَلبَهُ، يا أنتِ!، أتعلَمين بِأن الشعور بِحُب أحدَهُم لي كان كالكَذِبَة الهازِئَة، لِذا لا أؤمِن بِالحُب، لا أُريدَكِ أن تُحبيني، أُريدَكِ أن ترأفي بي وحَسب، فقَلبي مُتعَب، مُتهالِك، وعلى وَشك السقوط، أُناجيكِ يا قَمَري ألّا تُسقِطيه، فحينَها لَن أموت، بل سيحتَرِق تاريخ وِلادتي وأعود مُشرّد دون وَطن..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن