الجُزء الثلاثين|الرَقصَة الأخيرَة

19.6K 1.4K 1.9K
                                    

الجُزء الثَلاثين| "رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معًا.. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرًا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه! إني ألف أهواه.."
* * *
*مُلاحظَة مهمة نهاية الجُزء*

ستنضَج يومًا ما لِلحد الذي يَجعلَك تُفلِت مِن يداك أحب الأشياء لِقلبَك، وتتخلّى عمّا كُنت لا تتخيّل حياتَك دون وجودَهُ، ستخفت قيمَة الكَثير مِن الأشياء التي كُنت تُقدِّسَها، وستعود الكَثير مِن الأحلام مُجرَّد ذِكرى، نُغادِر الحياة ونَحن خفاف، وقد تساقطَت مِنّا الأحلام، وغادروا الرِفاق والأحِبّة، لِذا على المرء أن يُمجِّد نَفسَهُ لِأنّها في نِهايَة المطاف هي الوحيدَة التي ستبقى مَعَهُ، وعلى المرء دائِمًا أن يُعامِل الأشياء مُعامَلة الضيف، يُحسِن إستِقبالَهُ ويكون مُستعِدًا لِمُغادَرَتَهُ يومًا ما، دون عودَة، والأهم مِن كُل شَيء، عَلى المرء أن يُجيد التقبُّل، أن يفهَم كيف تَسير الحياة، وأن ليس هُناك شَيء يبقى عَلى حالَهُ، كَي لا يغرَق في عُمق الألَم..

في قِصص الحُب
يفقِد المرء نِصفَهُ إن لَم تجرفهُ مَشاعِرَهُ إلى الهلاك دون تقيُّد، يفقِد ذاتَهُ ويُهدِر الكَثير مِن قوَّتَهُ، يَظُن المرء نَفسَهُ قويًا عَزيزًا حتى يُصدَم في نِهايَة الأمر بِحائِط الحُب، ليقع قلبَهُ جاثيًا على رُكبتيهِ يتسول الإهتِمام والرأفَة مِمّن يُحِب، يبقَى جُزء مِنه يشفق عَلى حالَهُ، وإلى أي نِهايَة وَصل لَها، حسنًا!، هٰذِه هي حقيقة الأمر، إمّا أن تَبقى عنيدًا عزيزًا، أو تَكون عاشِق، عليك أن تتخلّى عَن أحدَهُما لِتستَمِر..

* * *

الأوّل مِن فبراير | فلورنسا | السَير عَكس التيّار..

إرتدى القَميص الرمادي، المُتناسِق مَع بذلتَهُ السوداء الرسميّة، قام بِربط رَبطَة العُنق السوداء بِسهولَة، ثُم رَش الكَثير مِن عِطرَهُ الثقيل، قَبل أن يلتَقِط معطفَهُ الأسود المُكمِّل لِلبذلَة، كان بِكامِل أناقَتَهُ، ومَن يراه سيظُن بِأنّهُ ذاهِب لِعُرس أو لِإحتِفال كَبير، ولٰكِنّهُ كان سيذَهب بِرِفقَة أُنثى الفضول، ليقضي الليل مَعها في أُمسيَة مُختَلِفَة عَن أي أُمسيَة أُخرى، كان يبدو لِمَن يراه الآن واحِد مِن أقوى الرِجال، وأكثَرَهُم قسوَة وجمود..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن