الجُزء السابِع والعُشرين|الصعود لِقِمّة العِشق

31.8K 1.2K 922
                                    

الجُزء السابِع والعُشرين| "وجهُكِ ذلك الذي خلقهُ الرب في ستّين ليلةٍ، وإبتسامتُكِ المخلوقة من النورِ وعينيّكِ المنبثقه من شُعاعِ القمر، وذلك الشعر الطويل المليئ بالسواد كأنه الليلُ في عُتمتِه، وكتفيكِ  الهزيلتين، آية الكونِ صدقيني .. لا يرُوق لي إمرأة سواكِ .."
* * *

ماذا يَعني إن كُنت مُكتفيًا بِنفسي عن العالَم!
لِماذا العالَم يرى الأمر مُرعِبًا ويخافون الإقتِراب!، هَل فِكرَة التملُّك الكُلّي أصبَحَت كَالإدمان!، الهيمَنَة على كُل العواطِف التي يمتَلِكَها الطَرف الآخر!، لِماذا لا يتركوا لَنا مَساحَة آمِنَة خاصّة، نَستطيع فيها أن نتنفس في مُحيطنَا الخاص!، بَعيدًا عَن السيطرَة والجَشع الذي يفرضونَهُ عَلينا، لِمَ علينا أن نَقتَحِم أكثر النِقاط حساسيّة ونُحاوِل الضَغط عَلى نِقاط الضعف بِكُل قسوّة!، إنني الآن أُدرِك أن بعض الأشخاص كَالسُم، وجودَهُم يَجعَل مِنك تَشعُر بالتقيُّد، ولا تَستَطيع التحرُّك حرَكَة واحِدَة دون أن يُحكَم عَليك، لَست خائِفًا بَعد الآن مِن الأحكام، طالَما أعرِف مَن أنا، ولَم أعُد أهوى التَبرير طالَما أرادوا إساءَة فِهمي، لَم يَعُد هُناك مُتّسَع مِن العُمر لِقضاءَهُ في تَصحيح أفكار كُل الناس عَني، من أنا ومَن هُم لَم يعُد يهُم، كُل ما أهتَم بِه أن أعيش واضِعًا نَفسي فوق كُل شيء، مُخرِسًا ذٰلِك الصوت الذي يقول أن في نُقطَةً ما سأحتاج لِمشارَكَة عُمري مَع أحد..

مَرحبًا أيّتُها الليلَكيّة!
الازِلتِ تَقرأيني؟، أُريد أن أُطمئِن قَلبكِ، لَم يَكُن أي شيء وَهمًا كاذِبًا، أحببتُكِ أنتِ دون غيرُكِ، وسأحتفِظ بِكُل هٰذا العِشق داخِلي حتى الموت، كَأعظم إنجازَاتي، لَقد أحببتُ كُل شَيء فيكِ، كُل سَطر مِنكِ، كَقصيدَة غزليّة مَكتوبَة على يَد أعظَم الشُعراء، كان فِعلًا مَجنونًا أعلَم، ولٰكِن الرَجُل الذي كُنتَهُ مَعكِ كان هو حَقيقَتي، ولَن أندَم يومًا عَلى ذٰلِك، حبيبَتي زَهرَة البنفسَج خاصّتي، إن طَرق باب قلبُكِ الشوق فَأغلقي على أصابِعَهُ، كي لايعود مُتسلِلًا إليكِ ثانيَةً، وإن طَرق نَافِذَة عيناكِ البُكاء فَأغلقي سَتائِر جفنيكِ ونامي، فَالحياة الَتي كُنا نُخطِط لَها هُدِمت فوق حُطام الأُمنيات، وكُل الأطفال الذين سميناهُم ماتوا قَبل وِلادَتَهُم، كَالعِشق الذي جَمع بين إثنان ومات الآخر قَبل أن يَقول كَلِمَات الحُب التي أراد قولَها، يا أُنثاي الشهيّة، إرتَدي ثيابَكِ الجميلَة في الخَفاء، أخاف أن تَخرُجي ويُغرَم بكِ كُل ما في شوارِعنا، الرياح والأشجار وكُل المُشاة، أخاف أن تُلاحِق عطركِ الرياح، ويُغازِلَكِ أوراق الشَجر، أخاف أن تسألَك الطيور إن كُنتِ مُتاحَة، ويَسقُط الرِجال عِند قَدميكِ لِترأفي بِهم بِنظرَة مِنكِ، ولٰكِنّكِ لي أنا، حتى وإن غابَت عَنكِ عَيناي، حَتى وإن غاب عطري، لايزال في منزِلَكِ، لايزال في ثوبَكِ الرمادي، لاتزال أنامِلي عالِقَة عَلى أطراف جَسدكِ العاري، لاتزال شَفتاي على كُل شطر مِن جِلدكِ البارِد، تَعلمين أني رَجُل لا يَحتاج لِلظهور كي يُثبُت وجودَهُ، وهٰذا أعظَم إنتِصار لي..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن