الجُزء الثامِن|تمنُّع وصَدْ العِشق

40.6K 2.4K 1K
                                    

الجُزء الثامِن| قُل لقَلبك أنَّني أحبَبتُه
‏فلعلّ صوت الحُب يَبلغُ مسمَعك
‏رِفقًا بحالي إن قَلبي مُوجَعٌ
‏وشِفَاؤُه في أن يَراكَ ويَسمَعك
‏مهما أبتعدت عن الفؤادِ فإنني
‏مستوطنٌ رغم المسافةِ أضلعَك..
* * *

أي خسارَة قابِلة لِلتعويض
عدا خَسارَة نَفسك، لِذا لا تُهدِر ذاتَك في طَريق ليس لَك، ولا تُحاوِل أن تكون شَخص لا تعرِفَهُ حَتى تُرضي مَن حولَك، لا تطمس شَخصيتَك وتفرُّدَك فقط لِإعتِقادَك بِأن إن كُنت تُشابِهُهَم سيُحبونّك وسيتقبّلونَك، خاطِئ أنت إن كُنت تُفكِّر هٰكذا، فَالحُب الحقيقي يظهَر عِند الإختِلاف، عِندما يَكون أحدَهُم نارًا والآخر ثَلجًا، فيُخاطِر بِإحتِضانَهُ حتى وإن أطفأهُ، عِندما يَكون أحدَهُم ظلامًا والآخر نورًا قد يُمحي وجودَهُ، الحُب ليس تَكافؤ وتَشابُه، يجِب على أحدَهُم أن يَكون مُختَلِف عَن الآخر ولو كان في شيء واحِد..

كاذِب مَن يُخبِرك بِأنّهُ يُحِبّك ثُم يُغادِر
إن الحُب لا ينتَهي، تنتهي كُل الأشياء المؤقتّة التي تُلّفق بِالحُب، ويبقى هو وحيدًا يُصارِع أي مُحاوَلة إطفاء لَه، كُل هٰذِه الأشكال الزائِفة لِلحُب اليوم ستنتهي، ولَن يبقى إلّا القِلّة الصادِقَة، التي لَم تَترُك لِلزيف أن يُخالِط مشاعِرَهُم..

لن يَبقى إلّا اللذين تحمّلوا سوداويتنا، مزاجيتنا، وكُل السوء الذي صنعته الأيام والأشخاص فينا، ستكبر وستفهم أننا لانبحث عَن الكمال في الأشخاص بِقدر حاجتنا لِمن يفهمنا ويُشعِرنا بِالأمان، ستكبر لِلحدْ الذي يجعلَك تعتزِل كُل تفاهات العالم وتجمُّعات البشر، ستكبر على إحتياجَك لِلناس مِن حولك، وستكبر حتى تتساقط مِنك كُل الزوائِد، المشاعِر الزائِدة، الطيبة المُفرِطة، التفاؤل القاتِل والحُب البريء، ستكبر وستتخلّى وتتحلّى بِالصمت بعد أن تفهم كُل شيء..

ستفهَم بِأن لَيس كُل عابِر يستحِق الحُب والإخلاص، ستكبر لِلحد الذي يجعلَك كبيرًا في عين نَفسَك، وتستكثِرها على الآخرين، قائِلًا في يقينَك:
لا يستحِقّني أحد..
وفي الحقيقة لا أحَد يستحِقّك بِالفِعل
لِأنّك لَست كالآخرين، مُختلِف عَن تِكرارَهُم، مُتفرِّد بِعقليتَك الغريبَة عَنهُم، ولَن تَرضى بِأي أحد فقط ليسِدْ حاجَتك لِوجود الحُب، لا تَقبَل أن تَكون نِصفًا، وتُريد أن تَكون كامِلًا بِالحُب أو بِدونَهُ..

* * *

وَقفت يولاند في مَكانَها بِثبات، وهي ترى تفاجؤ روزيلا أمامَها، وتسألَها بِطريقَة وكأنّها من تملِك المَكان، لَم تروقَها فِكرَة وجود أُنثى هُنا فَوق وجودَها، وفي المَكان الذي يَعيش فيه الرَجُل الذي تَمتلِك نَحوَهُ شَغف كَبير، لَم تَكُن تُريد أن تَرُد بل كانَت تَرغب بِإغلاق الباب في وَجه سؤالَها ووجودَها، حتى أن مَلامِحها التي كانَت تَدُل على بُكائَها أصبَح جليًا عليها الوجوم، وهٰذا كان واضِحًا لِمن أمامَها، وكأن صَمتها ذاك إستدعى صَوتَهُ الذي جاء مِن خَلفَها وهو يزيحها بِرفق مِن أمام الباب ليسمَح لِروزيلا بِالدُخول..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن