الفصل الأول

9K 197 13
                                    

همسات العشق
الفصل الأول... "عيلة بايظة"

أشرقت شمس الصباح معلنة عن مجئ يوم جديد ملئ بالقصص والحكايات.

كانت تسير على أطراف أصابع أقدامها إلى غرفته تنوي فعل ما تفعله يوميًا ثم فتحت باب غرفة ذلك النائم على بطنه يتوسط فراشه يرتدي سروالًا أسود وجذعه عاري، اقتربت من أذنه وهمَّت بالصراخ لتوقظه ولكن...
_جربي تعملي كدا وهتشوفي اللى هيحصلك!!

دبدبت هاجر أخته الصغرى وأردفت بحنق: اووف يعني انا كل يوم اعمل كدا وبردو متتخضش وفي الأخر تطلع صاحي!!

فتح ذلك الشاب صاحب التسعة والعشرين سنة عينيه ببطء مما يجعل كل من يراه يفتن بتلك العيون السود الحادة...
براء وهو ينهض من سريره: اطلعي وخدي الباب ف ايدك وخلي يومك يعدي، ماشي يا هاجر.

هاجر بمرح: ماشي انا هروح اصحي البت نيرة وارخم عليها شوية.

براء بملل: هو انتي معندكيش كلية تروحيها!!

هاجر بحنق: متفكرنيش بقا مبحبش اروحها.

التقط المنشفة وقال بجدية وهو يتوجه إلى مرحاض غرفته: الكلام ده مسمعهوش تاني مفهوم، لازم تتعلمي وتبقي حاجه كبيرة عشان يبقى ليكي مستقبل كويس، انتي هاجر طنطاوي مش اي حد.

هاجر: يا براء انا مش عايزة اتعلم انا مبحبش التعليم من صغري وانتو عارفين كدا، دماغي مبتتقبلوش لله في لله، ودلوقتي يلا البس وانزل عشان دادة حليمة بتحضر الفطار.
ثم تركته وذهبت لتوقظ الباقيين.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»

نزل من على درجات سلم القصر بطالته وهيبته المعتادة وهو يرتدي حلي سوداء وقميص أبيض يظهر عضلاته الفتاكة التى تشبه عضلات المصارعين ويصفف شعره الكثيف باحترافية مما جعله عنوانًا للوسامة...

ذهب ليجد الجميع يجلس على طاولة الطعام الفخمة ويترأسها والدهم أسعد طنطاوي هذا الرجل المتعجرف ذو القلب القاسي فالرحمة لا تعرف طريقًا إلى قلبه، وعلى الجانب الأيمن كانت تجلس زوجته إلهام والدة براء على مقعدها المتحرك بسبب عجزها وهي امرأة حنونة وطيبة القلب، وبجانبها نيرة الأخت الوسطى خريجة كلية علوم تعمل بشركة أدوية كبيرة، وعلى الناحية الأخرى هاجر وهي في كلية تربية.

براء وهو يتجه إليهم بأبتسامه: صباح الخير.
سرعان ما تلاشت ابتسامته وهو يرى والده القاسي الذي لم ولن يعتبره والده مهما كان.

رد الجميع عليه بابتسامة ثم اتجه إلى والدته وقبل يدها بحب: حبيبتي عامله ايه النهارده؟

إلهام بأبتسامه وهي تربت على يده: انا بخير طول مانت بخير يا حبيبي.

اعتدل في وقفته وخاطب والده بجمود وهو يتحاشى النظر إليه: حمدلله ع السلامة يا أسعد باشا.
لطالما لم يناديه بأبي يومًا ما ولن يفعل كذلك، قد كان أسعد عائداً لتوه من سويسرا لأنه يترأس فرع شركات الطنطاوي للحديد والصلب ويظل يتنقل في كل البلدان ولكنه يأتي من وقت لأخر ليرى أوضاع الشركات بمصر، أو ربما لشيءٍ آخر!

همسات العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن