همسات العشق
الفصل الثامن عشر...استيقظ براء على صوت هاتفه ليفتح عينيه بضيق فهو لم ينم جيدا ليلة البارحة، التقط هاتفه دون الانتباه لهوية المتصل ليجيب بصوت متحشرج خشن أثر النوم: ايوه، نيرة مالك في ايه؟ ايه.. اهدي.. اهدي مش فاهم منك حاجه.
احتدت نبرة صوته وهو يطلب منها التريث في اخباره ما حدث: مستشفى ايه؟ طيب انا جايلك مسافة السكة.اغلق هاتفه بقلق بعد ان علم بحادثة أمير ليدور حول نفسه يحاول التركيز ليجد نفسه ببذلة العرس ويده التي تجمدت عليها الدماء لنزيفها منذ الأمس، تذكر حور وكل ما حدث، اتجه بسرعة إلى الحمام ليجلب قماشة وقام بلف يده بعشوائية ومن ثم ركض للخارج إلى غرفته التي توجد بها حور بقلق كبير لا يعرف ما حدث لها منذ ليلة أمس او ماذا فعلت بعدما تركها، فتح الباب بلهفة ليجدها تنام على الفراش بفستانها ولكن اتسعت عينيه ما أن وجد جانب فستانها غارقا بالدماء، ركض إليها ليحتضنها وهو يهتف بخوف: حور، ردي عليا يا حبيبتي، حور !
لم يعرف ما يفعل ليجلب زجاجة عطر جعلها تستنشقها وهو يردد اسمها حتى استفاقت قليلا ولكنها مازالت تغمض عينيها، حمد الله فوجدها تهمهم بكلمات غير مترابطة لم يفهم منها سوى اسمه ليحتضنها بقوة قائلا بشوق: انا جمبك يا روحي، أنا جمبك.
نظر إلى الدم بالفستان فتركها على الفراش وخلع عنها حجابها فستانها لتصبح شبه عارية أمامه، قام واحضر علبة الأسعافات وشرع بتطهير الجرح، راقب تقاسيم وجهها الملطخ بالسواد أثر بكائها المتواصل، رآها كيف تتألم كلما وضع المطهر على الجرح، أغمض عينيه بوجع فمن غيره المتسبب بحالتها تلك؟ انتهى ولف الجرح بشاش على بطنها ليهمس بخفوت وحزن: انا السبب في اللي حصلك ده، انا السبب يا حور، سامحيني يا حبيبتي، انا آسف.
علا صوت ضحكاتها بالغرفة لينظر لها بأستغراب شديد لتردف هي من بين ضحكها الساخر: اسف! انت بتتأسف لاء عيب في حقك والله، ازاي بس براء باشا يتأسف.
اعتدلت في جلستها ترمقه بوجع لتكمل: متتأسفش، انا اللي آسفة، اسفة اني كنت غبية وساذجة للدرجة دي، آسفة اني صدقتك ووثقت فيك وسلمتلك قلبي، اسفة اني مشوفتش الجانب الحقير منك وكان معمي على عيوني، انا اللي اسفة يا براء.لم يستطع الحديث فماذا يقول ما بداخله أكبر بكثير من ان يُشرح او يُحكى؟
بداخله ألم الله وحده هو من يعلم به ويعلم كيف يتمزق منه.براء بهدوء: انتي شكلك تعبانة ومجهدة من امبارح، ادخلي خديلك دوش وهديكي دوا عشان تتحسني، وكمان عشان جرحك.
حور بسخرية: لا وانت يهمك أمري أوي.
براء بعصبية: بقولك ايه.. ااه.
اشتد ألم جرح يده لتنتفض حور من مكانها ملتقطة يده وهي تقول بخوف: إيه ده مالها إيدك؟ ايه اللي جرحك كده؟
أنت تقرأ
همسات العشق
عاطفيةصوتكِ وطن وأنا لاجيء مغرم، وكأنه لحن يتراقص على أوتار قلبي، سيمفونية عذبة كلما سمعتها أقع بعشق صاحبتها، هل لي أن أختطفكِ من كيانكِ وأسحبكِ معي لساحة العشق؟ لنتبارز سويًّا بسيوف الحب، ولنعلم أن الفائز بتلك الملحمة له ما أراد، وقد كنت أنا الفائز، فأنا...