الفصل الثالث💙

414 6 0
                                    

الفصل الثالث

يجلس في ذلك الاجتماع بشرود وغصب عنه جاءت الي مخيلته تلك العينين الغريبتين التي يقسم انه لم يري مثلهم في حياته لقد قابل العديد والعديد من البشر لكنه لم يقابل من قبل احد يمتلك عينين ذات لونين مختلفين انها تمتلك واحده بلون العسل والاخري باللون الاخضر الذي يشبه اشجار الغابات لقد صدم عندما رأهم لقد امضي بقيه يومه يبحث علي الانترنت عن سبب حدوث ذلك للانسان وقد عرف انه مرض يسمي (Heterochromia) وهو ان يمتلك الشخص تباين ف عينيه بسبب نقص هرمون الميلانين..عندما تقابلت بنيتاه مع هذا التباين لا يعرف اهو غرق في انهار العسل تلك ام ضاع بين اشجار غابتها لقد مر اكثر من اسبوعين ولازالت تلك العينين تلاحقه لقد تسربت من امامه ما ان ازال نظارتها الشمسيه اختفت حتي ظن انه كان يتخيل وجودها.. ولكنه سأل عنها ايمان وعرف انها مجرد طفله لم تتجاوز الثامنه عشر مثلما خمن وعرف بعض المعلومات عنها.. هز راسه في انكار وانتبه مجدداً الي الاجتماع... انتهي اجتماعه وجلس بعدها يتحدث مع حمزه قائلا له

"عملت ايه في اخبار الشركه الالمانيه والمعلومات الي طلبتها"
هتف حمزه مجيبه "بصراحه يا كبير انا سألت وعرفت كده انها شركه مش تمام"
ضيق ما بين حاجبيه مستفسرا "مش تمام ازاي يعني"

اجابه حمزه بترقب "بصراحه انا عرفت ان ليهم علاقه بالمافيا هناك في المانيا وان المافيا دي هي الي بتجبلهم البنات وهما بيشغلوهم عن طريقهم شويه يشغلوهم موديلز وشويه يشغلوهم في بيوت دعااره هناك وفيه بنات بيغتصبوهم لحد ما يزهقوا منهم.. وانت عارف طبعا البنات دي يا اما مخطوفه او بنات شغاله معاهم في المافيا يعني في الحالتين مينفعوش يشتغلو معانا"
هتف ادم في غضب شديد "ازاي يعني مخطوفين ليه هي البلد هناك سايبه.. وحتي لو مخطوفين ازاي هيسيبوهم يجوا هنا او يسفروهم يشتغلو ف اي بلد تانيه مش خايفين يهربوا او يبلغو عنهم"
اجابه حمزه في هدوء قائلا "اولا دول مافيا عارف يعني ايه مافيا دول مش شويه بلطجيه ولا خطافين دي شبكه مافيا ليها علاقات بالعالم كله هما اصلا الي ممشين البلد وبيتحكموا ف كل حاجه ومش بعيد الشرطه تكون بتساعدهم" ثم تنهد مكملا "ثانيا هما مش اغبيه عشان يبعتوهم بلد تانيه لوحدهم انا عرفت انهم بيبعتوا صور البنات وبيانتهم ولو احنا اختارنا حد بيبعتوهم مع حد تبعهم.. والله اعلم بقا هما بيهددوهم ب ايه عشان يسكتو وينفذوا الي بيتقالهم"
وارجع ضهره علي الكرسي قائلا "الشركه دي اصلا معموله كوجهه عشان يدارو بيها علي شغل المافيا" صمت ادم مفكرا لقد كانت الرساله صحيحه اذا لقد كان سيوافق علي التعامل مع هذه الشركه لولا هذه الرساله.. فكر قليلا ماذا لو كان وقع العقد مع هذه الشركه بالطبع كانت ستكون نهايته اما السجن او القتل فالتعامل مع المافيا لا يوجد به تهاون.. تنهد منزعجاً من صاحب هذه الرسائل ولماذا يساعده وكيف يعلم بكل هذه المعلومات.. سيجن حتما سيجن ان لم يعرف صاحب هذه الرسائل
------------------------------
"يبتني سيبي الزفت دا بقا وتعالي ساعديني والا قومي روقي الشقه "
كان هذا صوت سميحه التي هتفت بغضب وانزعاج من تلك التي تجلس منذ ساعات علي الهاتف..ردت عليها حور بتأفف
"يماما فيه ايه دا انا ما صدقت اخيرا بقي معايا فون تقومي يوم ما امسكه تقعدي تزعقيلي واعملي ده وودي ده اووف بقا"
قالت اخر جملتها بانزعاج وحزن واضح فهي لاول مره تمتلك هاتف لقد اهدتها ايااه وعد شقيقتها بمناسبه نجاحها..هي قد قاربت علي الثامنه عشر ولم تمتلك هاتف الا منذ ايام قليله فقط لماذا لا يتركوها تستمتع به وتعوض ما فاتها..اردفت لوالدتها في دلال
"بصي يماما اوعدك هخلص كلام مع اصحابي واقوم اعملك كل الي عاوزاه يا ست الكل ولا تزعلي نفسك" قالت هذا ثم طبعت قبله علي وجنتها في محاوله منها لاستعطافها لتتركها تجلس علي الهاتف كما تشاء ... تنهدت والدتها في يأس ثم تركتها وذهبت الي المطبخ
كانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بانبهار شديد فهي لاول مره يكون لديها هاتف خاص له وحدها فقد كانت في السابق تستخدم هاتف شقيقتها لاوقات صغيره جدا حيث كانت وعد تمنعها من تصفح هذه المواقع ولا تعرف السبب، لازالت تتذاكر كلمات اختها عندما اعطتها هذا الهاتف
"انا عارفه ان طول عمرك نفسك يبقا عندك فون زي باقي الناس بس مكنتيش بتقدري تطلبي ده من بابا، طبعا انتي بتسألي نفسك انا كنت منعاكي من انك تدخلي ع النت ليه ولو مسكتي فوني كنت بقعد جمبك، انا واثقه فيكي بس مش واثقه في الناس النت ده عالم تاني خالص غير العالم الي احنا عايشين فيه، انا هسيبك تكتشفي ده بنفسك انتي خلاص كبرتي وانا واثقه انك هتعرفي تتصرفي صح وعمرك ما هتخذليني، مش عاوزه اندم اني جبتلك الفون ده عاوزاكي تبقي قد ثقتي فيكي"
هي لم تفهم معظم كلامات اختها او تدرك ما ترمي اليه بهذه الكلمات لكنها تركت نفسها تجرب وتكتشف هذا العالم الجديد عليها وبالطبع لن تخيب امل اختها فيها، كانت تتواصل عبر تطبيق الواتساب مع احدي صديقاتها من المدرسه والتي اخبرتها انها بدءت تعمل بعد ظهور نتيجتها
"ايه رايك يا حور ما تيجي تشتغلي معايا في المصنع دا بيدو مرتبات حلو اوي"
"انتي عارفه يا سميه ان بابا وماما مش هيوافقوا اني انزل اشتغل"
" طب حاولي مش هتخسري حاجه وقوليلهم ع المرتب وكمان احنا هنروح ونيجي سوا يعني مش هتبقي لوحدك "
" ماشي هقول لماما واخليها تقنع بابا احسن انا زهقت من قاعدة البيت دي،وانا لسه مكملتش شهر "
كانت هذه المحادثه التي دارت بين حور وصديقتها عندما قاطعها رنين جرس الباب، قامت بكسل تفتح الباب، هتفت في سعاده عندما وجدت خالتها وابنها خالد واقفين ع الباب
" خالتو ازيك عامله ايه وحشتيني " هتفت حور في سعاده
"الحمدلله يا حببتي عامله ايه.. امال ماما فين"
'ماما في المطبخ اتفضلو اقعدوا عقبال ما اناديها، تشربو ايه "
"هاتيلي مايه بس احسن السلم قطع نفسي، وسلمي علي خالد انتي مكسوفه منه والا ايه"
"لا مش مكسوفه، ازيك يا خالد عامل ايه" قالتها حور بخجل
" تمام انتي عامله ايه يا حور، ومبروك علي النجاح "
"الله يبارك فيك" قالتها سريعا ثم ذهبت لتخبر والدتها
--------------------------------------
"هقتلك" صرخ بها عاليا فانتفضت تلك المسكينه التي لم تتجاوز الرابعه وعلت شهقاتها ودموعها لا تتوقف عن النزول، فاختبأت خلف والدتها تحتمي بها وتلك الضربات ع الباب تزداد، صرخه عاليه خرجت من والدتها عندما كسر الباب وظهر منه اكثر انسان تبغضه في حياتها وبيده السكين وشرارات الغضب تنطلق من عينيه كالسهام موجهه اليها، جف الدم في عروقها وهي تراه يقترب منهم وصراخات والدتها لا تتوقف عل احد ما يسمعهم وينقذهم من ذلك الشيطان
فتحت عينيها علي وسعها وصدرها يعلو ويهبط كمن كان يجري لاميال والعرق يتصبب منها، دارت عينيها في المكان وتنفست الصعداء عندما علمت انها بغرفتها وان ذلك كان مجرد كابوس من تلك الكوابيس التي تلازمها من سنين، اعتدلت في جلستها تتنفس بصعوبه.
"اهدي، انتي هنا في بيتك دا مجرد حلم، هو خلاص مبقاش موجود"
هذه الكلمات التي نطقتها وعد تهدء بها نفسها وتقنع نفسها انها هنا بأمان، ثم قامت تتوضئ وتصلي لعل هذه الجروح بداخلها تلتئم او تهدء قليلا.
------------------------------------------
"ادم جوه"
كان هذا صوت ميار وهي تتحدث مع سكرتيرة ادم
"ايوه يا فندم ثواني ابلغ..."
لم تدعها تكمل كلامها حيث انطلقت دالفه المكتب بدون استئذان، وتلك المسكينه تجري ورأها في خوف ف مديرها بالطبع لن يمرر هذا الموقف ع خير، رفع ادم نظره عن الاورق في غضب لمن دخل بهذه الطريقه عليه وعندما وجدها ميار ازداد غضبه فهي تصر ع اخراجه عن سيطرته بهذه الافعال، نظر للسكرتيره واشار بعينيه بمعني ان تخرج والشرر يتطاير من عينه فذهبت مسرعه للخارج قبل ان تنال نصيبها من غضبه، رفع نظره لتلك الواقفه في لامبالاه فاتجها اليها مسرعا بغضب وقبض علي ذراعها حتي كاد ان يتكسر وهو ينطق من بين اسنانه
"انتي مبتفهميش ميه مره اقولك متدخليش عليا المكتب ولا اي مكان بالطريقه دي، انتي الظاهر نسيتي نفسك بس انا هعرفك ازاي تتلمي وتبطلي شغل الهبل بتاعك ده"
كان يتحدث وصدره يعلو ويهبط بسرعه من شده الغضب فهذه الحمقاء قد تجاوزت حدودها كثيرا اكثر من مره، نظر لها وجدها مغلقه عينيه وملامحها يبدو عليها المتعه والاستمتاع، فنظر لها في استغراب مضيقا حاجبيه الا تشعر بالالم من قبضته علي ذراعها اما انها لا تتحدث من كثره الالم، تركها بعنف حتي كادت ان تقع فنظرت له ومعالم الاستمتاع لازالت علي وجهها واقتربت منه حتي كادت المسافه بينهم ان تنعدم قائله
"اعمل فيا الي انت عاوزه انا تحت امرك اضربني اشتمني هزقني انا كلي تحت رجليك"
نظر لها في صدمه ماذا تقول تلك هل هذه هي نفسها ميار الجارحي المغروره والمتكبره والتي لا تسمح لاحد ان يتطاول عليها او يقلل منها، قال لها في استغراب واضح
"انتي بتقولي ايه، انتي واعيه لنفسك، انتي سامعه انتي بتقولي ايه"
ثم ابتعد عنها وذهب ليجلس خلف مقعده وقد استعاد بروده ثانيه، فنظرت اليه في عبوس واقتربت منه ثم ركعت ع قدميها امامه ورفعت نظرها اليه قائله
"ادم انا بحبك وانت عارف ومستعده اعمل اي حاجه عشان تحبني، او اقولك مش لازم تحبني وافق بس اننا نكون مع بعض صدقني هعجبك جربني"
نظر اليها ببرود وملل فهو قد ملل من سماع هذا الكلام منها
"ميار انتي عارفه اني مش بحبك ولا حتي معجب بيكي" ثم نظر الي جسدها قائلا بخبث "بس اوعدك اني افكر"
نظرت اليه في لهفه قائله"اوعدك انك مش هتندم ع القرار ده ابدا، انا مبسوطه اوي " ثم هبت واقفه وقامت بطبع قبله علي وجنته، فاماء لها ثم ابعدها فذهبت تجلس ع الكرسي امام مكتبه في سعاده بالغه
----------------------------------------
"وكأنها قهوه مره تجبرك علي النظر اليها والغوص في تفاصيلها..رغم معرفتي بمرارتها لم امنع نفسي من تذوقها.. سرت وراء رائحتها وانا اعرف ان نهايه الطريق هي طعم مرارتها فقط "
كانت هذه اخر كلمات كتبتها حور وهي في دفترها فهي اعتادت ع كتابت كل ما يخصها في دفترها هذا كان صديقها الوحيد عندما ابتعد عنها الجميع، كانت تخط هذه الاسطر وهي تفكر في صاحب تلك البنيتان التي شبهتهم بالقهوه،رغم ان عينيه مخيفه تشبهه مراره القهوه الا ان طعمها فم مدمن لتلك القهوه يكون الذ ما تذوق، هي لا تفهم ما تلك الفراشات التي احست بها اسفل معدتها عندما تقابلت عينيها مع عينيه وكأن بهم مغناطيس يجذبك اليه دون ارادتك..لا تعرف لما مازالت تتذكر عينيه وتلك النظره المصدومه عندما نزع نظارتها ورأي عينيها،هي اعتادت علي هذه النظرات من الجميع دائما ما كان ينظرون اليها باشمئزاز،دائما ما كانت منبوذه من الجميع في مدرستها ومن جيرانها وحتي من بعض اقاربها..تنهدت في حزن وهي تتذكر عندما سمعت خالتها تحدث والدتها في المطبخ
"بقولك ايه يا سميحه انا جبت خالد معايا انهارده عشان نحاول نقربه من حور شويه"
"بس انا لسه ما قولتش لـ حور ع الموضوع ده ومش عارفه هتوافق والا لا"
"لا انتي متقولهاش حاجه احنا نخليهم يتقابلو اكنها صدفه وانا متأكده ان خالد هيعجب بيها ويجي يقولي يـ ماما اخطبهالي"
" بس انا مش عارفه حور هتوافق والا لا انتي عارفه دماغها ناشفه "
"وهي هتلاقي احسن من خالد ابني فين وبعدين هي خلاص كبرت ولازم تتجوز هي لاقيه حد يبصلها بعنيها الي تخوف دي"قالت اخر كلاماتها بسخط
عضت صباح شفتيها عندما علمت ما تفوهت به ورأت نظرة الحزن في عين اختها، فقالت متأسفه
"متأخذنيش يختي والله ما قصدي، انتي عارفه انا بحب حور قد ايه وبعتبرها في مقام ولادي،انا قلت كده عشان عاوزاها لخالد بس مش اكتر"

لا مفر من عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن