الفصل السادس والعشرين
جلس في مكتبها بتأفف ينتظر قدومها وهو ينظر في ساعته بين الحين والاخر حتي دلفت بعد حوالي خمسه عشر دقيقه تتهادي في خطوتها بأنوثه طاغيه ولكن بأحترام وجديه
-اسفه علي التأخير يا مستر حمزه
قالتها بعمليه وهي تجلس خلف مكتبها ووضعت تلك الاوراق التي بيدها ثم نظرت له بأهتمام، ولكن بادر هو بالحديث قائلا بتهكم
-لو مش فاضيه مكنتيش تقوليلي اجي في الوقت ده واقعد استني كل ده
-انا بعتذر جدا لحضرتك بس انا كان عندي اجتماع مهم واتأخرت فيه شويه انا بعتذر للمره التانيه
قالتها بجديه متغاضيه عن نبرته المتهكمه والمستهزءه..فتح شفتيه ليتحدث ولكن قاطعه طرق علي الباب تابعه دلوف شاب يبدو في العشرينات من عمره بشعر اشقر يبتسم بعفويه ثم تقدم الي فريده يحدثها بدون تكلف
-ديدا شوفي التقرير ده هينزل في عدد بكره
-طيب هاته
قالتها بعفويه وابتسامه صغيره فتقدم اليها ذلك الشاب حتي وقف بجوارها وامال بجزعه الي الاسفل حتي اصبح في مستواها ولكن كان قريب منها بدرجه كبيره
كل ذلك تحت انظار حمزه والذي لا يعرف لما ضايقه هذا الامر ولكنه فضل الصمت...تابعهم بهدوء وهو يرصد كل حركه وكل كلمه لهم حتي خرج ذلك الشاب
-مين ده
خرجت الكلمه منه بدون وعي وهو لا يعرف لما سألها ذلك السؤال وقد أنب نفسه كثيرا علي تسرعه ذلك وندم اكثر حينما ردت عليه بجمود قائله
-دا اسامه زميلي هنا في المجله
حمحم بأحراج وغضب من نفسه وتحدث محاولا رسم اللامبالاه علي ملامحه
-نشوف الي ورانا والا ايه
-اه طبعا
تحدثت بعمليه وقد باشرت في شرح له تفاصيل الاعلانات التي قامت المجله بعملها في الشهر الماضي لشركتهم
____________________________________
-مبسوط!!!....مرتاح بعد الي عملته فيا
هدرت وعد بهذه الكلمات وهي تجلس امام قبر والدها...لم تعرف ماذا عليها ان تفعل ولكنها وجدت قدميها تسوقها الي هنا الي من هو سبب شقائها وعذابها والذي لم يكن سوي والدها!!!
-استكترت عليا تقولي انا اسف..تاخدني ف حضنك وتداوي جروحي الي انت اصلا سببها، مكنتش عاوزه اكتر من انك تحسسني بالامان وان ليا ضهر اتسند عليه
-كنت هسامحك رغم الي عملته كنت هسامحك، رغم انك اكتر واحد المفروض مأمنش ليه كنت هسامحك لو بس جيت خدتني في حضنك وقولتلي سامحيني حتي دي معملتهاش