الفصل الثالث عشر : الرحمة (2)
*****
********
تعالت الصرخات المستنجدة عاليا يركعون و يطلبون المغفرة و الرحمة
إنحنى أحدهم ناحيتي ثم تحدث ببؤس "سموك فالتعفي عنا نحن نرجوك"
"الرحمة رجاءا "
"دوقة أرجوك قدمي لنا فرصة أخيرة"
إنتشرت كلمات الرجاء و الرحمة بين الخدم ، داكن بأصابع يدي جبيني لمحاولة تخفيف الصداع الذي تسبب به صراخهم الطويل . وقفت من على الكرسي ثم صرخت بصوت بارد
"واللعنة فالتصمتوا جميعا أنتم حقا مزعجون !"
عندما تدفقت كلماتي يصمت جميعهم في وقت واحد ، خائفين من تلك النظرات الشرسة التي تلتهم قلوبهم
ماهي إلا لحظات حتى نطقت أحد الخادمات بصوت مختنق
"أنا .. أنا ..آسفة س..موك أرج...وك س..
سامحين..ي "صمت الحضور ملتفتين للدوقة التي تعايِّن الخادمة من رأسها إلى أخمّص قدميها بهدوء
"هاهاهاهاها،هل تسمعين روز ماذا تقول!؟" قهقهت الدوقة عاليا و عاليا كمن سمع نكتة طريفة
إرتعشت قلوبهم من ضحكاتها المخيفة بدت كطاغية مجنونة لا لا أسوء رغم عدم معرفتهم التامة بها في وقت سابق، إلا أنهم متأكدون أنها مختلفة تماما بدت أسوء من الدوق .
بالأحرى هي بدت كشخص آخر !!
سرعانما وضعت سيرينا قناعها الجاد مجددا ثم تحدثت بسخرية "هذا مضحك ،الرحمة !! هل تطلبون الرحمة حقا؟"
تقدمت سيرينا بهدوء ناحية الخادمة ثم أمسكت فكها و رفعت رأسها عاليا . بمجرد أن حدقت بها بشكل مباشر أظلم تعبيرها ثم قالت "هذا مقرف"
صدمت الخادمة بشكل عند تلقي الإهانة و أرادت الرد لكن الدوقة تقدمت ناحيتها لدرجة الإحساس بأنفاسها ثم همست في أذنها بصوت هادئ و شرير "هل تعرفين أن الإعتذار بعد فوات الأوان كطوق نجاة رُميَّ لغريق بعد أن فقد حياته "
أنت تقرأ
لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!
خيال (فانتازيا)في لحظة كانت حياتي مليئة بالاجتماعات الهامة، الرحلات الدولية، واتخاذ قرارات كبيرة . أنا، التي كانت اسمها يُنطق بإعجاب واحترام في عالم الأعمال، وجدت نفسي فجأة محاصرة في حكاية خيالية، تجسدت في شخصية قد قرأت عنها سابقًا ولم تكن سوى أم شريري في رواية مل...