الفصل الخامس و العشرون : الحقيقة——
" ألم تتعلم الأداب الملكية يجب عليك الإنحناء لمن هم بمقام أعلى منك يا أخي " قالت سيرينا بإبتسامة متكلفة
عندما رفع أنطوني رأسه ليواجه الدوقة، شعر بصدمة غير متوقعة. كانت الدوقة تقف أمامه بكامل هيبتها، عيناها تشعان ببرود أشبه بنصل سكين يقطع الهواء البارد بينهما. لم تكن هناك أي علامة من الخوف أو الارتباك تظهر على وجهها حيث كانت عيناها مثبتتين مباشرة في عينيه بثقة وجرأة لا تُصدق أبدًا
في الماضي، كانت تبدو مثل حنا ضعيف . يخشى حتى رفع رأسه أو النظر مباشرة في عيون الآخرين. لكن الآن، ها هي تقف أمامه، تنظر إليه بكل وقاحة وتحدي. تساءل في دهشة وغضب مكتوم، "كيف تجرؤ هذه اللعينة على الكلام هكذا؟
في تلك اللحظة، وسط الهالة القوية التي كانت تحيط بالدوقة، شعر برغبة عارمة في تحطيم غرورها المفاجئ و جعلها تتراجع، لكن القاعة كانت مملوءة بالخدم . كل عين مركزة عليهما، كل همسة تزيد من وطأة الوضع، كل نظرة كانت كوزن يضاف على كاهله.
في اللحظة التالية إنحنى أنطوني بهدوء ثم قال بينما كان يصر أسنانه "أحي جلالة الدوقة العظيمة"مع كل خطوة هادئة ومحسوبة من الخادمات نحوها، كانت الرسالة تصبح أوضح. وضعن الصينية أمامها بكل رقي واحترافية.
على الصينية، كان هناك كأس شاي واحد فقط، محاطًا ببضع المقبلات البسيطة التي بدت متواضعة للغاية مقارنةً بما يُتوقع في مثل هذه المناسبات
الصينية نفسها كانت مصقولة بعناية ، تشع بريقًا يليق بالمكانة العالية للدوقة، ولكن المحتوى كان بسيطًا للغاية، تقريبًا كتناقض يعكس الفجوة بين الكرم المتوقع والإهانة المقصودة. كل من حولها راقب الموقف بتوتر، مدركين للرسالة التي تريد إيصالها دون أن يكون هناك حاجة للكلمات
وقف أنطوني هناك بينما كان جسده يرتعش غارقًا في بحر من الغضب الذي لم يسبق له مثيل. لقد جعلته ينتظر لأكثر من ثلاث ساعات و معع كل دقيقة كانت تمر، كان يشعر بأن احترامه لذاته يتلاشى، مما جعله يغلي من الداخل. ولكن، عندما قدمت إليه هذه الإهانة الصارخة، بدا الأمر وكأنها صفعة على وجهه.
تموجت الغضب في عينيه، حيث بدأت الشرايين الدموية تظهر بوضوح، تخلق شبكة من الخيوط الحمراء التي تعبر عن استيائه العميق. عنقه، الذي برزت فيه الأوعية الدموية بشكل ملحوظ، كان دليلًا آخر على العاصفة الهائجة داخله.
أنت تقرأ
لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!
Fantasiفي لحظة كانت حياتي مليئة بالاجتماعات الهامة، الرحلات الدولية، واتخاذ قرارات كبيرة . أنا، التي كانت اسمها يُنطق بإعجاب واحترام في عالم الأعمال، وجدت نفسي فجأة محاصرة في حكاية خيالية، تجسدت في شخصية قد قرأت عنها سابقًا ولم تكن سوى أم شريري في رواية مل...