الفصل الثاني و العشرون

3.9K 346 60
                                    




الفصل الثاني و العشرين : شجار الأخرة ٢




——



بعد وقت طويل من إلقاء الأوامر على المساعد جيمس أين طلبت منه بشكل صارم أسر المعلم السابق وجعله يعاني لبضعة أيامي في أحد سجون القصر طلبت منه بعد ذلك العثور على نخبة المعلمين الذين سأكون مسؤولة بشكل حصري على إنتقاءهم فمهما كانوا جيدين في عملهم إلا أنني لم أكن واثقة بخصوص تصرفاتهم عندما لا أكون موجودة في الأرجاء

فحسب حديث الخادمات المعلم السابق عُرف كونه ذكيا جدا كما كان خريجا من أكاديمية مرموقة لكنه عوضا عن تعليمهم كان يتبختر في الأرجاء و يقوم بالمغازلة هذا النوع من الهراء بجدية !

لم أكن أرغب في جعل أطفالي يدرسون خصوصا في هذا العمر بل وددت لو تركتهم يلعبون و يمرحون لوقت أطول قليلا لكن ماذا لو إنتهى بهما المطاف كما في الرواية ! على الأقل سيكونان أكثرذكاءا من مجرد شريرين سيئين

بالطبع لم أرغب في أن يكون مصير أطفالي بهذا السوء لكنني فكرت بالأمر كثيرا ، أعني ماذا إذا كانت الرواية غير قابلة للتعديل ماذا لو مت قبل أن أتمكن من تغيير سلوكهما ! حتى لو أصبحا شريري الرواية فأنا لا أريد أن يتم الإطاحة بهما بسهولة . سيكون من الأفضل أن يحكما هذا العالم على أن يخسرا في وجه الأبطال ! كانت هذه هي الفلسفة التي تبنيتها من حياتي السابقة

"مهما كان الشئ الذي تفعله فافعله بطريقة مثالية "

سواءا كان ذلك شرا أم خير ، فسيكون من الأفضل القيام به بأفضل طريقة ممكنة و أي شئ عوضا عن هذا سيكون دون فائدة ترجى

بخطى متحمسة وقلب يخفق بالشغف ، صعدت سيرينا الدرج الواسع المؤدي إلى المكتبة و هذا بالطبع بعد تعليمات الخادمات الدقيقة و المفصلة ، كل خطوة على الدرج المغطى بالسجاد الأحمر العميق، المزخرف بنقوش ذهبية، كانت تزيد من حماسها. الجدران على جانبي الدرج كانت مزينة بلوحات فنية نادرة تصور مناظر طبيعية خلابة وأحداث تاريخية مهمة، ولكن ذهنها كان مشغولًا تماما بأي القصص كان ينبغي عليها أن تقرأ قصة حب لطيفة أم مغامرة لقتل التنانين ..

لدى وصولها إلى قمة الدرج، استقبلتها أبواب مزدوجة كبيرة مصنوعة من خشب البلوط ، محفورة بدقة مع تصميمات و نقوش دقيقة. دفعت الأبواب بلهفة شديدة راغبة في استكشاف المكان الجديد . كانت المكتبة بالإضافة للحديقة المكانين المفضلين لها في القصر السابق و لم تعتقد أن الأمر سيتغير هنا

ما إن فتحت باب المكتبة حتى تفاجأت بالكمية الهائلة من الكتب والمخطوطات. كان ضوء الشمس يتسلل عبر النوافذ الكبيرة المقوسة، منعكسا على الأرضيات الخشبية اللامعة، مما يخلق جوًا دافئًا ومرحبًا.

لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن