في ليلة مقمرة، سكون الغابة تخللته اصوات الحشرات الخافتة. كانت رياح الصيف منعشةً في هذا الوقت من السنة.
داخل سجن رطب اسفل الأرض، غرفة صغيرة احتوت نافذة واحدة في سقفها اطلت على السماء لتسمح لضوء القمر بالسقوط على من ينامان داخلها.كان الصغيران مستلقيان اسفلها تماماً.
ميكا مغمض عينيه يحاول الشعور بالنسيم و تناسي العالم : معك حق، انه الشعور لطيف.همهم هاياتو موافقاً لتمر دقائق من الصمت فتح ميكا عينيه بعدها و التفت براسه للجانب ليجد ما توقعه.
ضحك بخفة وهو يحدق بابتسامة رفيقه ليقول : لما تنظر لي ؟
ابتسم هاياتو بمرح : احب ذلك !
- حقاً ؟
- بالطبع، و اتعلم، امي اخبرتني عن اسطورة !
نظر ميكا له بابتسامة : ماهي ؟
استلقى هاياتو على جانبه مقترباً منه : قالت ان نظرنا للسماء ونحن نبتسم سيهدينا القمر احلاماً جميلة.
فهمه ميكا ليضحك مجدداً : قالت للسماء و ليس لي.
رد هياتوو بمرح و حماس : انت سمائي ! و قمري ايضاً ، لذا اريدك في الحلم حسناً ؟
استلقى ميكا على جانبه كذلك ليكون مقابلاً له و لم يلبث بضع ثوانٍ حتى اقترب معانقاً اياه بقوة بسعادة : لما تجعلني عاجزاً عن الرد هكذا ؟
تألم هاياتو من لمس جراحه فجاةً إلا أنه سرعان ما عاود الابتسام بحيرة وسعادة : ماذا ؟ لم افعل شيئاً.. صحيح ؟
ضحك ميكا بخفة ليضع رأسه على صدره مخفضاً وجه براحة مغمض العينين : بلى فعلت، جعلتي اعيش في حلم.
نظر هاياتو له بحيرة يفكر قبل ان تنفذ طاقة عقله ليعبس : لم افعل ! أهذا شيء جيد ام سيء ؟ حلمك مؤلم ؟
ميكا : لا، بل هو كان مؤلماً حتى اتيت، انت جعلته أجمل حلم في الكون.
عادت الابتسامة لهاياتو ليعانقه بسعادة و يغمض عينيه : جيد، لن اترك شيء مؤلم يقترب منك... لذا تعال لي في أحلامي.
ضحك ميكا مجدداً: حاضر.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اليوم التالي..
نظر ميكا بدهشة لعبوس هاياتو : لم تاتي !كانت تلك اول الكلمة قالها منذ استيقظ !
ابتسم ميكا بارتباك : أ...كان الطريق مزدحماً !كتف هاياتو يديه لصدره : لماذا ؟!
ضحك ميكا و هو يرتب على كتفه : لاباس، لا نستطيع التحكم بالاحلام متى أردنا !
نظر هاياتو للارض بعبوس يفكر ليقول بخيبة : حسناً.
ابتسم ميكا بقلة حيلة فرغم عدم رضى صديقه الواضح إلا أن الامر ليس بيده ! امضى الوقت يواسيه ليجعله ينسى امر الأحلام ومن الجيد لهما انهما لم يغادرا الزنزانة ذلك اليوم فتكلما كثيراً حتى ظن ميكا انه نسي.
الا انه تفاجئ باصوات خافتة مساءً ايقظته من نومه ! فتح عينيه ببطى لينظر حوله ليجد هاياتو مستلقي بجانبه مغمضاً عينيه بقوة وهو يردد أسمه!
نهض سريعاً ليحركه مناديا اياه ظناً منه انه يرى كابوساً الا ان هاياتو فتح عينيه فوراً دون خوف أو اضطراب جعل ميكا ينظر له بحيرة.
هاياتو: مهلاً.. هذا ليس حلماً !خفت حماس هاياتو فنظر ميكا له بحاجب مرفوع ؛ ماذا كنت تفعل ؟
هاياتو : اردد اسمك ثلاثين مرة.. لكنني لا اجيد العد حتى الثلاثين جيداً.
قال ذلك وهو ينظر بعبوس ليديه يحاول تذكر اين وصل بالعد بينما مازال ميكا متفاجئاً : لماذا ؟
رفع رأسه بابتسامة متحمسة نشيطة : لتاتي لي في الحلم.
نظر ميكا له بدهشة و استغراب، كاد يوبخه لقلقه عليه الا ان الصدمة جمدته حتى ارتسمت الابتسامة على وجهه ليضحك بخفة : ماذا ؟ من علمك كل هذه الأشياء هاياتو ؟
أجاب بفخر : امي ! شمسي الرائعة.
ميكا : أنت تجيد الكلام الرائع فقط ؟
ابتسم هاياتو وهو يميل راسه للجانب : ربما.
~~~~~~~||||||~~~~~~~
النهاية .
هاياتو : الغائب الاحب عندي، ومن اشتاق لي لدرجة انه اختار ان يعيش داخلي، هذه أمي، والباقي ميكا فقط.