أتحبه حقاً ؟

84 17 64
                                    


في صغرهما سال هاياتو ميكا وهما في الزنزانة : هل تحب نيكولاس حقاً ؟

كان هاياتو قد عرف الالم الذي يسببه نيكولاس لضحاياه للتو، فقبل قليل فقط أنهى أول جلسة له معه و قد تمزق جسده حقاً والالم يقتله ! كان مستلقياً على الأرض باسطاً ذراعيه للجانب ورفيقه بقربه يسند ظهره للجدار ضاماً ساقيه لصدره، تفاجى حين سمع سؤاله ونظر له بدهشة فكرر الأخر كلامه وهو يرمقه بنظرات هادئة بطرف عينه فلا يقوى على تحريك راسه حتى : اخبرني، هل تحبه ؟

أخفض ميكا بصره بارتباك وتردد فهو علم بما فعله والده لصديقه هذا اليوم : أنا.. فقط.. لا احب ما يفعل.. لكن..

نهض هاياتو على الرغم من ارهاقه بشيء من الانزعاج الطفيف : ميكا، السؤال واضح، هل تحبه ؟

لم يعلم الاشقر كيف يجيبه بل زاد قلقه من النطق بشيء يزعج صديقه الذي لم يحب بالفعل صمته هذا : ميكا... هل تريد قتل نيكولاس ؟

صدم من هذه الفكرة التي خطرت بعقله المتهور فهتف سريعاً :هاياتو لا يمكن..

قاطعه الاخر ببرود : أتتمنى موته؟

فهم الاشقر ما يقصده الان فشعر بالذنب أكثر وأبعد عينيه متهرباً من نظراته التي تزداد حدة وقسوة فقط : أتريد تركه ؟ أستحاول الهرب حتى ؟!

قابله ميكا بالصمت فقط فضاقت ملامحه بالم وانفعال ليصرخ بغضب مخرجاً ما بصدره من ضيق: لمَ ؟ لمَ تحبه؟ هل جننت؟ هو سيقتلنا! الا ترى كم يؤذينا؟! كيف تسامحهُ هكذا؟ كيف ؟!

انتفض جسد ميكا فجاةً فزعاً من صوته ليغمض عينيه بقوة مرتجفاً : لـ.. لكنه..أبي..

احمرار قزحيتيه بدا لوهلة كنار مشتعلة تحترق بداخله غضباً وحقداً فرفع ذراعيه في الهواء بسرعة بغير شعور صارخاً باقوى ما يمكنه : غبي! وما فائدة الاباء غير ايذائنا وتعذيبنا ؟ أم عليك تجربة شعور أن تباع لتفهم ! أحمق، أكره كل شيء هنا ! أكرهك !

رفع ميكا ذراعيه ليحتمي منه ويخبئ وجهه عنه خوفاً، فتوقف هاياتو عندها ونظراته مليئة بالغضب والالم، انفاسه تتسارع من شدة انفعاله ! شد على قبضتيه بقوة يمنع نفسه من ضربه بصعوبة بينما تجمعت الدموع بعيني الاخر وارتجف صوته بخوف شديد : اسف ! انا اسف ! لم اقصد ذلك !.. انا..

جلس هاياتو وهو يصرخ بانزعاج : اصمت، لا تبرر ! انت تحب من يستمتع بتعذيبنا !

نظر ميكا له من بين ذراعيه بقلق هامساً : ليس كذلك ! لا احبه، احب ابي!

هتف هاياتو بنفاذ صبر : يكفي ميكا ! لا تثر اعصابي أكثر بجنونك ! لا تحدثني اساساً ! لا ارغب بسماع صوتك !

استدار ليبتعد و يستلقي في الجانب الأخر معطياً ظهره لميكا، حاول ابعاد غضبه الا انه يزداد داخله فقط ويتضاعف مع الم روحه وجسده : لا افهم كيف تفكر ! انا ساقتلهم، ساحرق هذا المكان باكمله يوماً ما، لن ارتاح حتى أراهم يعذبون حتى الموت بابطء وابشع ما يمكن ! سيصرخون الماً !

(^O^☆♪-ميكا و هاياتو - قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن