-بعد اسبوع من الهرب-
وصل ميكا وهاياتو لبلدة صغيرة على اطراف المحافظة فقررا التوقف فيها لياخذها قسطاً من الراحة بعد سيرهما ثلاثة ايام متواصلة دون انقطاع.
كان اول ما بحثا عنه هو الطعام.
كونهما مفلسين تماماً اجبر ميكا على القبول بحل هاياتو وهو السرقة. لم يكن الاصغر يواجه مشكلة معها كونه اعتاد محاولة سرقة الاغراض من والده لكن ميكا لم يكن يجرأ على الاقتراب من غرفة نيكولاس او اخذ شيء ياكله من المطبخ دون موافقة والده فكانت السرقة شيء مربكاً له.لكن هاياتو تولى الامر جيدًا فأحظر لميكا خبزاً وفاكهة وكل ما وقعت عيناه عليه.
كان يعود للزقاق الذي يرتاح ميكا فيه ومعه شيء من الطعام ليتركه عنده ويسرع لسرقة المزيد دون الانتباه لنداء ميكا ودهشته.
في النهاية كان ميكا يبتسم فالنشاط ليس شيئاً غريباً عن هاياتو، هو كان فقط قلقاً عليه.استطاع ايقافه بصعوبة بعد ان نهض خلفه ليتبعه ويوقفه قائلاً بابتسامة : يكفي اخي، حصلنا على اكثر مما نحتاج.
ابتسم هاياتو : حقاً؟ لا تريد شيئاً اخر؟ اخبرني ما تريده وسأحضره!
رد الأشقر مبتسماً: لاشيء هاياتو، اجلس فقط.
ابتسم الاصغر بخفة، لكن الدهشة علت وجهه حين مر كائن صغير امامه!
كائن اسود منفوش ذو وجه ظريف! راه هاياتو مرتين حتى الان لكن لم يملك الفرصة والوقت لسؤال ميكا عنه لذا امسك ذراعه الان بحماس ودهشة : ميكا! ما ذلك الشيء؟!اشار للقطة فجاةً بشكل افزع ميكا.
احتاج الاشقر ثوانٍ ليستوعب ما ينظر اليه هاياتو فضحك قائلاً: انها قطة اخي، حيوان اليف.التمعت عينا ذو الشعر الاسود بسعادة : اريدها!
نظر ميكا له بدهشة : ماذا؟..
لم يكن يكمل كلمة واحدة حتى ركض هاياتو خلف القطة صارخاً: اريدها!!
تفاجئ ميكا ليجري خلفه : مهلاً هاياتو!
حين رات القطة الصغير متجهًا نحوها بسرعة قفزت من مكانها لتجري مبتعدة، فلاحقها هاياتو وهو يصرخ : لا تخافي يا قطة! انا احبك!
لكنها بقيت تجري وتقفز فوق الصناديق هرباً منه، والاخير لم يتركها وشأنها!
بقي ميكا يركض خلفه بقلق من الفوضى التي اثارها والانظار التي جذبها..حين توقف هاياتو اخيراً بعد ان تعب وابتعدت القطة عنه كانت ملامح الحزن على وجهه: لكنني احبك...
