عرض

81 16 16
                                    

حركت الرياح اوراق الشجر وتضاربت الاغصان، تعالت انفاسه المضطربة ويشعر بقلبه يدق بانحاء جسده ! اما الاستمرار بالجري، او تحمل الم لا ينتهي ! في احد الجبال العالية، زمجرت الذئاب وهي تجري خلف فريستها، الطوق على رقبتها حمل رمز ذئاب الصيد الحكومية، الا ان الغرض من جلبها لم يكن رسمياً كما يبدو الامر !

ارتفعت اصوات الرجال وهم يجرون خلفها مستمتعين بلعبتهم، البعض يمتطي الاحصنة والبعض لم والبعض اكتفى بالجري فقط. توقفوا وشدوا الحبال ليقفوا الذئاب حين سقط ذلك الفتى متعباً من الجري فلم يعضه الا اثنان كادا يمزقان لحمه : انهض ! هيا بسرعة، لم يحن وقت الراحة بعد !

- عليك اكمال عرضك للنهاية.

كتم هاياتو صراخه بصعوبة ليقارم ارتجافه والمه ! جراح متفرقة استوطنت جسده واثار الدماء لوثت ثيابه الممزقة ! قطرات الدموع عالقة في عينيه من شدة الخوف، الذل، والارهاق ! كم كره هذا الشعور ! ان يتم استخدامه كتسلية لاولئك المجانين ! ان يكون مجرد لعبة بين ايديهم يلعبون بها بلا اكتراث ! العذر الوحيد للخوف والالم الذي يقاسيه الان هو انه غيره يعجبه ذلك !

امتثل لاوامرهم مكرهاً وحاول النهوض بجسده المرهق وهو يمسك كتفه النازف بالم و انفاس مضطربة الا ان ساقاه لم تحملاه فانهار سريعاً ! لاي مدى سيجبرونه على الاستمرار بهذا ؟ لو كان الامر متعلقاً به فقط لفضل التعرض للضرب والعقاب على الذل الذي يعيشه الان لكنهم يعلمون حقاً كيف يجعلونه يفعل ما يريدون ! حين طال بقائه على الأرض همهم رجل بانزعاج وتكبر كأنه يتوعده ثم استدار لرفيقه الذي كان فوق حصانه بالفعل فابتسم الاخير وحرك يده ليرتفع صراخ طفل اخر موقظاً حواس هاياتو فوراً !

التفت للجانب بسرعة بصدمة وقلق شديد ليرى دماء ميكا تسيل لتتساقط قطراته على الأرض بتتابع ! كان الرجل على الحصان يحمله، يلف ذراعه حول صدره ليسحبه نحوه بقوة بطريقة بسيئة تزيد الم جراحه وجسده بالكامل يتدلى بجانب الحصان، لم تلامس قدماه الأرض الا انهما كانتا اقرب جزء منه اليها فامتلاتا باثار فم الذئب الذي يرافق حامله !

شهقاته المتالمة ودموعه لم تحرك اي شيئ في نفوس المجرمين، الا انها كانت أحد من انياب الذئاب على روح اخيه ! كل نظرة خائفة وحزينة رسمت على محياه كانت تسلب قطعة من روحه ! ارتجف جسده هاياتو حين سمع نبرة الاكبر الصارمة : هيا انهض !

سحب صاحب الحصان الحبل الذي يقيد ذلك الذئب ليزيد من قوة عضه لميكا جاعلاً اياه يصرخ بخفة ! فنهض هاياتو سريعاً محاولاً عدم السقوط واستعادة توازنه ثم عاد للجري بعيجاً لتطارده الذئاب الاخرى ! ابتعد الذئب عن ميكا ليجري بجانب صاحبه وحركة الحصان تزيد الم الصغير (هاياتو..) فتح ميكا عينيه لينظر لاخيه بحزن فعاودت دموعه الجريان (انا اسف.. كل هذا بسبببي !.. لو انني كنت قادراً على المقاومة ! .. لو انني كنت شجاعاً مثلك... لم تكن ستضطر لفعل ذلك !)

(^O^☆♪-ميكا و هاياتو - قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن