لعبة نيكولاس

50 11 3
                                    


كان ميكا جالساً امام والده بطاعة حين ناداه لغرفته، رفع نيكولاس يديه يحمل قماشاً ابيض ولفه حول عينيه ابنه الذي مُلئ قلبه بالخوف!

بعد ان ربط القماش باحكام مد نيكولاس يديه نحوه يحمل شيئين لم يتعرف ميكا عليهما نهائياً وقال : اليمين ام اليسار؟

لم يملك ميكا اي فكرة عن فحوى الخيارين... لكنه مجبر على الاختيار فقط! لذا بتوتر وخوف شديدين همس:.. يمين..

ابتسم نيكولاس بلطف وحنان : افتح فمك.

رعشة سرت بجسد الاصغر فجأة! حرك فكه بتوتر وتردد شديدين ليفتح فمه الصغير قليلاً وشفتاه ترتجفان كاطرافه.. مد والده يده بهدوء ليضع قطعة حلوى في فاهه بشكل فاجئ ميكا تماماً! ابتسم نيكولاس بلطف : امضغها، انها لذيذة.

تردد الاصغر لكنه نفذ ما قاله، وكم كانت دهشته كبيرة حين شعر بطعمها الحلو، كانت لذيذة فعلاً بشكل مفاجئ وغير متوقع! غير متوقع نهائياً لديه.

«هذا.. ليس مؤلماً.. ليس مخيفاً ابداً!»

هذا ما فكر به الصغير المندهش وهو يبتلع الحلوى.

نيكولاس: لو احترت اليسار كنت ستحصل على حلوى الليمون لكن لاباس بالفراولة صحيح؟ اعجبتك؟

أومأ ميكا ايجاباً برفق، ابتسامة خفيفة رسمت على شفتيه لا ارادياً وهو سعيد باول لعبة يحصل فيها على شيء لطيف كحلوى. قد خف قلقة وتوتره ليشعر ببعض الراحة تتسلل لصدره.

فاستطرد نيكولاس: والان اختر، واحد ام اثنان ام ثلاثة؟

اختار ميكا بتوتر اقل هذه المرة وشيء من الفضول: وا..واحد.

ابتسم نيكولاس: هاتي يدك.

رفع ميكا يده ومدها نحوه بهدوء وفي اعماقه حماس طفيف لما سيفعله.. لكنه فجأة شعر بحرارة حارقة! انتفض جسده سريعاً بالم حين تم وضع جمر ساخر في يده وحاول سحبها لا ارادياً لكن نيكولاس كان يمسكها بقوة واحكام لافاً اصابعه حول الجمر ليزيد المه! عاد الارتجاف لاطرافه سريعاً وهو يمسك ذراعه يئن بالم بانفاس متسارعة من الصدمة ليضحك الاكبر بخفة: اهدأ، لا باس صغيري، لو اخترت رقم اثنين لكنت حصلت على طعن، ولو اخترت ثلاثة لكانت قبلة!

«قبلة؟»

هذا غير عادل نهائياً! كانت لديه فرصة لتجنب الالم، فرصة الحصول على شيء اخر لطيف غير متوقع من والده.. لكنه اهملها ببساطة.. وجود الخيار الثالث ذاك اشعر ميكا بالم مضاعف! ليته لم يختر رقم واحد..

كانت تلك بداية قاسية له ليدرك ان فيها ان اللعبة لن تكون هادئة فقط! بدأت معاناته!

اكمل نيكولاس بمرح وهو يلهو بالفعل ويستمتع بما يفعله، اكمل دون ان يبعد الجمر عن يد صغيره بل تركه ليحرق يده اكثر: دعنا نكمل بني! اختر الان، الاعلى او الاسفل؟

(^O^☆♪-ميكا و هاياتو - قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن