-ان كان لميكا وهاياتو اخوة صغار-
في احدى ايام الصيف الحارة، في حي هادئ، جلس الاثنان في منزلهما ينتظران. رفع هاياتو رأسه ينظر للساعة بانزعاج : لقد تاخرا !
رد ميكا بقلق : اجل..
دق جرس الباب فجاةً فنهض الاشقر مبتسماً: عادا!
اسرع ليفتح الباب و تبعه هاياتو: لنرى ما فعلا هذه المرة.
خلف الباب كان هناك طفلان صغيران، في السابعة من العمر، احدهما ذو شعر اسود ناعم وعينان زرقاوتان هادئتان، والاخر اشقر بملامح مشرقة تنبض بالحياة رغم التوتر الذي يسكنها الان.
فتح ميكا الباب لينتفض الاشقر ويختبئ خلف اخيه التوام متمسكاً بكتفيه.
تنهد اسود الشعر وامسك ذراع اخيه ليسحبه ليكون في المقدمة لتقع عينا ميكا عليه ما ان يفتح الباب.رفع هاياتو حاجبه بحيرة بينما بقي ميكا مبتسماً، عبث الطفل الاشقر باصابعه كانه اقترف ذنباً عظيماً ليسأل ميكا: رين، لم انت ملطخ بالطين؟
ارتبك الصغير ثم امسك ذراع توامه : لم افعل شيئاً!
ابتعد ميكا ليدخلا بينما يقول يا : كان يجب ان تصلا قبل اكثر من نصف ساعة، اين كنتما ؟
رد الاشقر الصغير: الـ... المدرسة لم تفتح الباب لنا!
رفع هاياتو حاجبه ليخفض الصغير راسه معترفاً بذنبه. قال ميكا : راي، ماذا حصل ؟
نظر الصغير ذو الشعر الاسود له بهدوء مجيباً: القى نفسه في حفرة طين.
صرخ توامه : راي !!!
نظرات هاياتو لاخيه الصغير كانت منزعجة : رين ؟
نظر الطفل له بحزن وقلق: ليس خطئي! كان يصرخ ويبكي!!
قال ميكا بحيرة: من؟
رد رين بعينين دامعتين : صغير بطة!
ذهب راي ليغير ثيابه وسار ميكا نحو المطبخ ليتبعه رين: صدقني! كان يبكي! اسمعاني اولاً، كنت اسير في الطريق واحاول منع اخي من النوم، كنت اتحدث وهو يتثائب فقط طوال الطريق! يقول انه سينام ما ان يصل للمنزل ولن يلعب معي! هذا ظلم وخيانة! لم لدي توام اذن ؟لذا قلت له..
قاطعه هاياتو: رين، اختصر.
رد رين بسرعة : نعم! وصلنا لمتجر الالعاب وتوقفت لانظر لسيارة كبيرة، كانت جميلة! وعلى انعكاس الزجاج رايت مجموعة من البط الصغير تسير خلف امهم! كانوا ربما ثمانية ! كانوا بغاية الجمال ! الصغير الواحد بحجم يدي! اخي، انه بحجم يدي!
مد يده لهاياتو بحماس فامسكها الاخير: اعلم.
اكمل الاشقر وهو يحرك ذراعيه ويسير ذهاباً واياباً في المطبخ: كنت سعيداً بهم! لكن راي تثائب مجدداً ولم يهتم!! لم يهتم للبط الصغير!
ضحك ميكا بخفة :هذه عادته؟ يريد النوم.
رد رين : نعم! لكنني جعلته يراقبهم معي، انا فقط اردت ان اراهم ياكلون! حاولت ان اطعمهم من البكسويت خاصتي لكنهم تجاهلوني.... لقد تجاهلوني!! انا احببتهم وهم لم ينظروا لي! لقد..
قاطعه هاياتو قبل ان يبدأ بالبكاء : رين، قلت اختصر.
رد الصغير بسرعة : نعم! لم استطع تركهم لذا بقيت اراقبهم حتى مروا بجانب حفرة! الام مرت بجانبها لكن احد الصغار كان يتحرك كثيراً حول اخوته وسقط في الحفرة ! لم ينتبه لها ! هو بحجم يدي! لم يستطع رؤيتها! اليس هذا قاسياً؟
رد هاياتو بعدم اهتمام: وكان عليك نزول الحفرة لتخرجه.
رد رين بثقة: اجل!! كان يبكي! ناداني! قال اسمي!
حرك يا راسه مجارياً الصغير: نعم احسنت! الان ستغسل انت ثيابك.
خفت حماس رين وهو ينظر له ببراءة وحيرة يخالطها الحزن الطفيف : ها؟...
اخفض راسه ليقول هاياتو : لا تتوقع ان ميكا سيغسل ثيابك كل يوم! امس كان قطعة واليوم بط وغداً ماذا؟
نظر رين له بحزن : ليس خطئي!
كتف هاياتو ذراعيه : حين تعلم امي ستنزعج منك.
عبث رين باصابعه بارتاك: ماما.. لن تعلم..
نظر هاياتو له بحاجب مرفوع: وكيف تخطط لذلك؟
رد الصغير: قال راي انه لن يخبرها!
هاياتو: هي سترى ثيابك باي حال.
ركض رين نحو ميكا ليتمسك به وينظر له ببراءة ورجاء. ابتسم ميكا: لن تجف الثياب في ساعتين رين.
نظر رين لهاياتو بحزن: .. مجفف الشعر..
كاد ميكا يضحك بينما قال هاياتو: رائع، انت وزعت المهام علينا وستذهب للعب الان.
اخفض رين راسه وهو يكاد يبكي، ثم قال : راي قال انه سيتولى الامر..
هاياتو: لا ترمي مشاكلك لاخيك ايضاً، تحملها انت.
نظر الاصغر له بحزن وبراءة قاتلة: لكنه كان بحجم يدي!!
هاياتو: لا يهمني هذا.
اخفض رين راسه ثم تمسك بساق ميكا، ابتسم الاكبر بخفة ثم مسح على راسه: حسناً، انا ساخبر امي، لا تقلق، اذهب لتغير ثيابك ونادي راي للطعام.
حرك رين راسه موافقاً ثم خرج من المطبخ.
في هذا الوقت كان راي قد غفى على سريره دون ان يغير ثيابه.
النهاية