مريح للكاتبة 😊

65 17 12
                                    

في ليلة باردة مظلمة، كان نيكولاس في غرفته يكتب في اوراقه منذ ساعات منهمكاً في التفكير و قطرات المطر الخفيف تتساقط برفق على زجاج نافذته.

خرج من عالمه المعقد و الهادئ على صوت طرق خافت بطيء على باب غرفته كأن صاحبه متردد جداً بالمجيء إليه و هو لم يشك بذلك فكم شخصاً يعيش معه اساساً لكي يتساءل عن هوية زائره ؟

نهض ليفتح الباب بحيرة و بعض الدهشة فكان توقعه في محله : ماذا تفعل هنا ميكا ؟ تاخر الوقت، لما لا تزال مستيقظاً ؟

نظر له الطفل ذو الثمانية أعوام للحظات سريعة قبل ان يخفض بصره فوراً دون ان تلتقي عيناهما بخوف وخضوع محاولاً اخفاء الرعشة في جسده: أسف،. انا..لا.. لا يمكنني... انهم، في الاسفل.. كل مكان، يطاردونني..

لاحظ نيكولاس غرابته فاقترب قليلاً ليرى وجهه و هو يحرك يده أمام عينيه : الا تراني ؟

رد الصغير بقلق محركاً راسه الجانبين : ليس جيداً !

أمسك وجهه ليحركه قليلاً و يفحصه ببصره بهدوء : مازلت تحتفظ بحواسك الأخرى، لا الم غير تقليدي او اعراض جديدة صحيح ؟

حرك رأسه نافياً فستقام نيكولاس محدقاً به : إذن تريد مخدراً اليس كذلك ؟

حرك ميكا راسه فوراً بقلق و رجاء : نعم.. الأصوات مخيفة جداً.. و أيديهم..

بدأ جسده يرتجف اقوى و أوضح فنظر والده له بحيرة يفكر بطلبه : لكنك اخذت حقنة قوية المفعول قبل يومين و لا يمكنني اعطائك واحدة اخرى بهذه السرعة، لا اريدك أن تعتاد عليه و تدمنه بني.

رفع رأسه بانفعال من الخوف ناطقاً دون رفع صوته درجة واحدة كما تعلم ان يفعل مع جاك : لن أدمن، أرجوك أبي، هذه المرة فقط، لا يمكنني تجاهلهم او التحمل أكثر، دعني انم، اليوم فقط !

لم يبدو أن هذا الكلام قد اقنع نيكولاس حقاً، كان يتامله بنظرات حائرة و ربما احتوت خيطاً من الشفقة.
عدم تلقيه رداً جعله يرى الرفض المؤكد مصيراً لمجازفته و مجيئه لغرفة والده بمفرده في الظلام مع كل اطياف العذاب التي تحوم حوله و ضجيج المطر الذي شابه مع بريقه الصعقات حين تضرب جسده فتقدم سريعاً ليتمسك بثياب والده بياس : أ..ألم اكن مطيعاً ؟ ألستُ جيداً كفاية ؟ حاولت فعل كل ما تقوله لي، حاولت ارضائك و عدم اصدار صوت مهما حصل !.. ألم يكن كافياً ؟.. أرجوك، هذه المرة فقط، أرجوك ابي ! سابذل جهدي لاكون افضل، ساتحمل اكثر، ساكون دمية جيدة لك، اعدك ! فقط اسمح لي أن أنام، هذه الليلة فقط ! أرجوك.. أريد الراحة ليلة واحدة.. اتوسل اليك..

انهى كلامه بالم شديد و نبرة باكية عجز عن اخفائها ملصقاً راسه بوالده والدموع تكاد تهرب من عينيه بالفعل، حدق نيكولاس به ببعض الدهشة ليستعيد ذكرى شقيقه فجأةً بعد حركته التي شابهت طلب العناق !
رفع ذراعيه بهدوء لكتفه ثم ضمه لترتسم ابتسامة لطيفة على شفتيه : حسناً، لابأس صغيري، اهدأ.

(^O^☆♪-ميكا و هاياتو - قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن