الثالث والعشرون

162 10 8
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

صباح الثُّلاثاء- مُنتصف الحادية عشر.

+

بعدما قَضى الزَّوجان أيامهما السَّابقة وَحيدين بظِلّ غِياب الأخرين، أتى يَوم عَودة الغَائبين بعد ما يُقارب الأسبوعين، كَانت جِينا قد انتهت من إعداد الكَثير من الأصناف الشَّهية بمُساعدةٍ من جِيان، مُستغليّن بذلك السَّاعات السَّابقة لموعد ذَهابهما واستقبال الأكبر سِنًّا، والذِّي فور حُضوره، بدأت أصغرهما بإزعاج الفتى ليُسرع بالمُّغادرة ويَتمكنا من الوُصول قبل أنّ تَهبط الطَّائرة، فلا تَزال عند رَغبتها بالوصول قبلهما، والأكبر يَكتفي بمُراقبتها بابتسامةٍ لَطيفة، مُراقبًا سُلوكياتها الظَّريفة، والتِّي رَغمَ رُؤيته لها كل يوم، إلا أنَّه يَستمر بالشُّعور بذات البهجة النَّقية، كما لو كانت مَرته الأولى ليراها هكذا.

عند هذه اللَّحظة، كَان كِلاهما يَقفان بصبرٍ بإحدى زوايا المَّطار، ونَظرهما مُعلّقُ على مَعبر القَادمين، لئلا يَمر المُّنتظران دون لمحهما، لكن هذا الانتظار قد اقتطع حَال رُؤيتهما لايتسوكي قد مَرّ خِلاله بمُفرده، ليلحظا ارتسام الابتسامة على هُدوءِ ملامحه ما أنّ وَقعت عيناه عليهما، والذِّين بدأ بأخذ خُطاهما نَاحيته، فَتكون الفتاة هيَ الأسبق بعناقه والتَّرحِيب به بسُرورٍ يُغلفُ نَبرتها، مُتسببةً بضحكه بذات الطَّريقة، ومن ثُمَّ يَنتقل تاليًا إلى الوَاقف خَلفها مُقدمًا ذات العِناق له، فتُعيد هيَ انتباهه بقولها: لقد عُدتما أخيرًا!! لقد كَانت أيامنا مُملةً بعض الشَّيء دُونكما...

بَعثر خُصلاتها المُّزرقة كمُمازحة، ومن ثُمَّ يُجيبها مُعايِّنًا كليهما: ذات الحَال بالنِّسبة لنا، مع كلِ الضَّغط الذِّي مررنا به، كان سيكون أفضل لو تواجدتما معنا، لكنه قد انتهى الأن وبإمكاننا قضاء وقتٍ مُمتع ما دُمنا نَملك عُطلةً قصيرة، لكنها أفضل من لا شيء...

لم يَكد جِيان يَطرح سُؤاله عن سَبب تَأخر يُونجين إلى هذه اللَّحظة اثر مُقاطعة الفتاة بهتفها باسم شقيقها المُّتجه إليهم بابتسامةٍ تُشابه خاصة صديقه أنفًا، رَكضت إليه بذات الهالة المَّعهودة عنها كلما رأته، مما جَعله يَضع حَقيبته أرضًا، ويَستقبلها بذراعين مَفتوحتين على وُسعهما، فيَحملها بينهما حال عَقدها لذراعيها حول كَتفيه، مُعطيًا إياها عِناقًا ضَيقًا، خَاطبها خِلاله بنبرةٍ تُشابه خاصتها: أرنبي الصَّغير اللَّطيف!! اشتقت لكِ كَثيرًا، لربما لم تَكن أيامًا معدودة وإنَّما أكثر، هذا ما شَعرت به خِلالها...

غَادرت ضِحكةٌ مُبتهجة من بين شَفتيها، تَسببت بابتسامته باتساعٍ كَحال القَريبين منهما، ليُنزلها على قدميها مُقبلًا مُقدمة رأسها كما اعتاد، ومن ثُمَّ يتقدم مُعانقًا جِيان بذات القوة، مُعبرًا عن اشتياقه خِلال هذا الفِعل، أشار أصغر الفِتيان لهم باللَّحاق به إلى حَيث يَصفُ عَربته بدلًا من الوقوف هكذا لوقتٍ أطول، فمن المُّؤكد أنَّهما مُتعبان بعد ساعات سفرٍ طويلة، ليجد الفتاة كما كان مُعتادًا منها، قد طَوّقت مِعصم شقيقها جَاذبةً إياه أمامهما ليكونا أول الواصلين، فتُوضع الأمتعة مكانها، ومن ثُمَّ يَصعد الشَّقيقان بجانب بعضهما في الخَلف، وايتسوكي بجَانب جِيان...

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن