* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *الساعة الرابعة واثنان وثلاثون دقيقة
-
استيقظ جِيان بعد ذلك النّوم الطّويل الذّي غرق به دون أن يعيّ على نفسه بسبب إرهاقه طِوال الأسبوع ، اخذ لحظاتٍ قصيرة ليستعيد وعيه كاملاً ، يشعر ببعض الدموع قد اغرقت قميصه لكنها تبدو منذ دقائقٍ طويلة ، نهض سريعاً عندما شعر بالفراغ بجانبه ، بحث في أنحاء الغرفة لكنه لم يجد الفتاة إلى جانبه وهذا لا يحدث أبداً ، ألقى الغطاء بعيداً عنه و ذهب ليغير ثيابه سريعاً ويبدأ البحث عنها ، توجهه مباشرةً نحو مكتبه فهي تقضي معظم الوقت به لأنها تحبه كثيراً ، لكنه وجد الأضواء مُطفأة و الطابق ساكناً تماماً ، توجه للأسفل ليبحث في كل الغرف بالإضافة إلى غرفتيّ الجلوس والمطبخ لكنه لم يجد اثراً لأحد ، وقف للحظات في محاولةً لتذكر ما إن كان قد تخطى احدى الغرف دون تفقدها لكنه صُدم كلياً عندما رأى باب المنزل شبه مغلق !! ، توجه ناحيته و بدأ البحث في حديقة المنزل وحوله لكن لا اثر كذلك ، بدأ التوتر و القلق يلتهمه شيئاً فشيئاً حتى التقط هاتفه سريعاً ليحادث الأخرين كأول جهة قبل خروجه...
فاجئه صوت ايستوكي عندما أجاب على هاتف يونجين لكنه ألقى دهشته جانباً وتحدث سريعاً: اهه ايتسوكي هل جِينا لديكما؟ أو تحدث إليكما بعد عودتنا؟
كان ايتسوكي قد ضغط على مكبر الصوت كون يون إلى جانبه ليسمع كلاهما ما يريد ليجيب يون أولاً: لا لم تتصل ولم تأتِ، لماذا؟ ماذا هناك؟
يجيبه بصوتٍ بتذبذب إثر قلقه: لقد استيقظت للتو ولم أجدها، بحثت في كامل المنزل لكن لم أجدها، وجدت باب المنزل مفتوحاً فاعتقدت أنها في حديقة المنزل لكنني كنت مخطئاً، إنها ليست بالمنزل ابداً..
ترك يونجين جُل ما بيده واخذ الهاتف مجيباً: قدماها لا تزال لم تتعاف تماماً، إلى جانب اضطرابها النفسي أين ستذهب بحالةٍ كهذه؟؟؟
ارتفعت نبرته نهاية حديثه ليجيب جِيان: لا تصرخ فحتى انا لا أعلم لذلك اتصلت بكما لأعلم، أنت مُدركٌ تماماً لكل تصرفاتها وقد مررت ببعض حالاتها قبلنا، هل تعلم شيئاً أو تعرف الأماكن التّي من المحتمل ذهابها إليها؟
صمت يون لعدة لحظات مغمضاً عينيه في محاولةٍ للتفكير بكل الاحتمالات الواردة بشأن هذا، لكنه قد تطرق بعدها بسؤالٍ مباشر قد خطر له في البداية: هل وجدت أي دموعٍ على وسادتها أو قميصك؟
يجيب بالإيجاب ليردف يون فور استيعابه: ستذهب إلى المنتزهات أو الحدائق الصغيرة، إلى جوارنا يوجد ثلاثة حدائق صغيرة ومنتزهٌ واحد أقرب إلى منزل في نهاية الطريق، اذهب إليه ونحن سنذهب إلى الحدائق ...
أغلق الهاتف مباشرةً بعد حديثه ليتوجه ناحية باب المنزل بعدما ابعد ما كان بين يديه ليتساءل ايتسوكي إلى جانبه: هل أنت متأكدٌ من هذا؟ أعني ألا يمكن أنها قد غيّرت هذا؟