*****************يونجين || عَقب أسبوعين من عرض الزواج.
-
بعدما وجدت القبول من جينا قبلته كذلك من أجلها، بالإضافة إلى كون صاحب الطلب هو جيان من بين الجميع، لست الشّخص الذّي يسمح لأي أحد بلمس أخته الصغرى بسهولة لكنه يملك ثقتي بين يديه، وثقة جينا كذلك، كما اعتقد.
قمنا بالاستعانة بوالديّ ايتسوكي لمغادرة اليابان بأكملها دون حمل نية العودة مجدداً إليها، بما أنهما الشخصان الوحيدان اللذان يقفان إلى صفنا بعد معرفتهم بكل ما حدث ورؤيتهم للأمر أمام أعينهما، بخلاف والدة جيان التّي كانت تلقي الشتائم على كلينا وتطلب جيان أن يتركها وتردد على مسامعنا كون جينا شخصٌ سيء للحد الذّي يجعل والديها قد تمنيا ألا تولد وأنت تريد البقاء معها؟ لو لم تكن امرأة عجوز فقط، يمكنني أرى كم أن جيان لا يعطيها أي اعتبار مهما تحدثت بالإضافة إلى وجه ايتسوكي المحمر من الغضب، يالهي أنقذني من حدوث حربٍ قريبة، غادرت المنزل كوني لم اعد احتمل كلمةً أخرى يتم القاءها على اختي وبقيت انتظر في السيارة إلى جانب ايتسوكي حتى فرغ الاخر واتى بما يحتاجه، جواز سفره وشهاداته مثلاً.
يُقلنا السائق الخاص بوالد ايتسوكي نحو المطار بينما ينتظرنا والداه هناك بجانب جينا، لقد كان امراً جيداً عدم اصطحابنا لها عند ذهابنا لمنزل جيان، الأحمق الذّي يجلس وهو يتذمر بشأن والدته بعدما صمت في المنزل مع صوتها المزعج، لكنني شعرت بانقباض قلبي عندما سمعت تذمراً متحطم خرج منه بهمس:" ليت أبي لا يزال على قيد الحياة، لم غادرني سريعاً هكذا؟ "، لا أنكر أنني وددت مواساته والتحدث إليه قليلاً للتخفيف عنه لكنني رأيت ايتسوكي يحدق بي من الجانب، لقد سمعه جيداً لأنه خلفه مباشرة، عاودت الالتفات والنظر خارجاً حتى نصل للمطار، حيث بقيت جينا ووالدا ايتسوكي ينتظرون هناك، قلبي لم يكن مرتاحاً لبقائها بعيدة عني هناك لكن حاجتي اجبرتني عليه ...
-
دقائق أخرى انقضت طوال الطريق ليغفو يونجين دون وعيّ منه بعدما بقي مستيقظاً لأيامٍ عديدة، يوقظه ربت جيان على كتفه برفق نية ايقاظه، ليبدأ بفتح عينيه ببطء ويعيّ أين هو، تحدث بصوتٍ مرهق: ماذا حدث؟
يتنهد ايتسوكي بحزن عليه ثم يردف: لقد غفوت في الطريق ولم نرغب بإيقاظك لتنال القليل من الراحة، لكننا وصلنا لذا يجب أن نذهب، نحن أمامه.
اعتدل الاخر بجلسته وبدأ بترتيب ثيابه أولاً ثم يتبع الاخرين وصولاً إلى مكان انتظار عائلة صديقه واخته، ازدادت خطوته اتساعاً وسرعة حين لمح جينا منكمشة على نفسها ويبدو كما لو أنها ترتجف ليهرع جاثياً إلى جانبها ويبدأ بالربت على رأسها بلطف لكنها لم تجب، نظر نحو السيدين الواقفين في الجانب الأخر متسائلاً عما حدث، لتردف والدة ايتسوكي بقولها: لا أعلم يا بني، منذ ما يقارب الساعة بدأت بالانكماش على نفسها بشدة وكادت أن تسقط لولا أننا كنا قريبين منها، أظن أنها شعرت بالخوف بعد ذهابك.