الرَّابع والعشرون

26 7 11
                                    







* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



+

الخميس- جُزءٌ من السَّاعات المَّاضية|| الحَادية عشر وسبع دقائق.

*

كَان مَنزل الصَّديقين مَحفوفًا بالهُدوء مُنذ انشغلا بإنهاء بعض الأعمال المَّنزلية حتى تنتهي ساعات عَمل جِيان والفتاة، لكن كُل هذا قد اختلف بمُجرد اتصال الأصغر بايتسوكي ليأتي لاصطحابها في وقتٍ مُبكرٍ عن المُّعتاد، بنبرةٍ يَلتف الحُزن حولها مما أقلقه، لكنه اختار العودة بها أولًا قبل إخبار شقيقها والتَّسبب بقلقه كذلك، لكن مَسافة الطَّريق كانت ثَقيلةً وطَويلةً أكثر مما تبدو عليه في الحَقيقة، ويعود ذلك للمحه الدُّموع العَالقة بأشفارها، كما لو تُواصل حَبسهم حتى تَعود إلى يُونجين ويَخرج كل شيءٍ كما كان مُعتادًا، وقد تحقق ذلك فور أخذهم خُطواتهم الأولى بداخل المَّنزل، إذّ أنَّها قد اندفعت بخطواتٍ سَريعة إلى حُجرتهما حَيث يَستقر أكبرهم، هاتفةً له بنبرةٍ باكية: يُوني...

ألقى المَّعني ما كان بين يديه، مُلتفةً ناحِيتها بقلق، فَيهرع حال رُؤيته لوَجنتيها المَّغمورتين بالدُّموع، مُعانقًا إياها بضيق، فيرتفع نَتيجةً لذلك بُكائها الثَّقيل، وكلاهما يَنظر نحوها بتشوش وحُزن فور سماعهم لها.

أبعدها يُونجين عنها عَقب مرور بِضعة دقائق، كان بكاؤها خِلالها قد تدرج حتى باتت شهقاتها الخافتة هيَ كل ما يُسمع، ناظرًا بثباتٍ داخل عيّنيها، مُكوبًا كِلتا وَجنتيها بكفيّه، ويُردف عندها: فقط خُذي نفسيًا عميقًا واسترخي، أنتِ بأمانٍ الأن.

فَعلت كما طَلب منها، مُحاولةً التَّحكم بأنفاسها المُّتسارعة، والتِّي حَال ثباتها قد استأنفّ مُتسائلًا: أيُمكنكِ إخباري بما جَرى نِينو؟ من تَسبب ببكائكِ؟

تُجيبه: لقد كَان اجتماعًا لجَميع المُّوظفين، أرادت المُّديرة من خِلاله تَقديم شُكرها على كل ما قاموا بتقديمه بما أنّ الفصل قد انتصف، كُنت أقف برفقة نايّ لأنَّها أرادت إخباري بأمرٍ ما، لكن إحداهن قد بدأت بالتَّحدث بنبرةٍ مُرتفعة بشأنِّ أطفالها وعمَّا تَجده من سعادة بوجودهم، ومن ثُمَّ تَطرقت إلى مَشاعر زوجها وعن مِقدار الحّب الذِّي يُقدمه بتتابع بعد إنجابها أطفالًا، قالت أنَّه من المُّحزن لو كَان رجلٌ وَسيمٌ ومُتمكنٌ ولا يَستطيع الحُصول على طِفلٍ واحد ويُصرّ على البقاء عالقًا مع شخصٍ لا يُنجب، ولو كانت مكانه كانت ستضع المَّشاعر أسفل قدميها وتبحث عن شريكٍ يُحقق لها هذه الرَّغبة، نَظر الجَميع نحويّ عند مَعرفتهم لكونها كانت تَقصدني بكلماتها هذه، حَاول مُساعد المُّديرة إسكاتها بطريقةٍ مُهذبة، لكنها هتفت بعلوٍ أمامنا أنَّها لم تَقل شيئًا خاطئًا، ومن المُّؤكد أنّ جِيان ومن يَقعون بذات المَّوقف يرغبون بالبحث عن شريكٍ لتكوين عائلة، لكن الطَريق مَحفوفٌ أمامهم بالعقبات لذا يستمرون ببقائهم بمكانهم...

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن