📍 ملاحظة : أحداث الفصل تبدأ من الحاضر " ذات الليلة المذكورة في الفصل الأول " .*****************
يستيقظ جِيان الواقف منذ دقائق طويلة من شروده بعد سماعه لأنينٍ خافت قادمٍ خلفه ، ألِف الصوت لتعدد المرات التّي سمعه بها من قبل ، عاد بخطواتٍ سريعة نحو السرير إلى جانب الفتاة ، بدأ بهزها بخفة علّها تستيقظ دون فزع لكنه فشل ، كانت جبينها متعرقاً بكثرة بالإضافة إلى ارتجاف أطرافها وهي أسفل الغطاء ، استيقظت على صوت المنادِ لها ، أنفاسها ثقيلة و دموعها بدأت بسلوك طريقها على وجنتها ، بدأت بتغطية وجهها بكلتا كفيها المرتجفين ، حتى شعرت به يشدها إليه معانقاً إياها برفق هامساً بليِن : لا بأس جيني ، أنتِ بين يديّ ، لا بأس ...
لكن على خلاف المرات المعهودة فهي لم تهدأ رغم كل هذا، أبعدته بقوة عنها ويداها اخذت تغطي فمها بقوة، علمّ عندها أنها تشعر بالغثيان وعلى وشك التقيؤ، أمسك بكلتا يديها مساعداً إياها على الوقوف والذهاب إلى دورة المياه كما قصدت، كانت عيناها لا تكف عن ذرف الدموع وأطرافها ترتعش أكثر وأكثر والأخر اكتفى بالمسح على ظهرها حتى تنتهي ....
نهضت وهي تستند على كل شيء إلاه، بدأت بغسل وجهها بعنف وكأنها تحاول التخلص من شيءٍ ما متجاهلةً الواقف الذّي يطلبها التوقف عن هذا لكنها لا تستمع، أو ربما لا يمكنها سماع ذلك!!
بدأت تستند على الحائط و تسير بخطواتٍ ثقيلة وتتعثر عدة مرات حتى وصلت إلى الشرفة على غير عادتها ، استندت بكلا كفيها على سياجها القصير و بدأت تنظر للأسف و الأخر خلفها لا يفهم ما يحدث ، اتسعت عيناها الساقطتان إلى الأسفل مما زاد حيرة الواقف خلفها ، ليهرع نحوها حالما رآها تميل بثقل جسدها متخطيةً السياج القصير و كأنها تريد إيقاع نفسها ، يتحدث ويتحدث والأخرى فقط تنظر نحو عينيه و تبكي أكثر ، حررت يدها الضعيفة منه و بدأت تشير إلى الأسفل و بكاءها يزداد مع كل حركةٍ تقوم بها ، نظر إلى حيث تشير ليتساءل عمّا تشير نحوه لتخبره بنبرةٍ خائفةٍ متقطعة : إ-إنه بالأسفل ي-يشدني
يستطرد الأكبر: ما هو جيني؟
تجيبه: ذ-ذلك الرجل، يقف بالأسفل وينادي باسمي، إ-إنه يحاول سحبي م-من هنا ....
لم يستطع استيعاب الأمر الذّي تقوله، أو فهم خوفها هذه المرة ليعود لاحتضانها بشدة علّها تهدأ وتخبره بكل شيء، لكن ما أن فعل ذلك حتى شعر بقوتها تنهار بين يديه ليحملها بينما هي تتمسك بقميصه بقوة وتخفي وجهها به ...
أعاد وضعها على السرير ليجلس بجانبها ممسكاً بيديها بقوة وابهامه يأخذ طريقه ضاغطاً بخفة عليهما، التقط هاتفه ليتصل على يونجين وايتسوكي فهذا لا يمكن حلّه بمفرده، نظر نحو الساعة ليجدها الخامسة وثلاث دقائق حتى يقاطعه صوت يون النّائم مجيباً إياه ليردف: يونجين تعال إلى المنزل أنت وايتسوكي حالاً، صحيح أحضر معك نسخة مفتاح منزلنا فأنا لا يمكنني النزول..