الخامس

326 23 23
                                    




*****************



-

الساعة التاسعة وسبع دقائق || منزل جِيان .

يستيقظ الفتى على صوت رنين الهاتف للمرة الثانية محادثاً الممرضة الموكلة بحالة جِينا مخبرةً إياه عن ضرورة قدومها لتفقد حالتها اليوم ، بعد رفض قدومها بالأمس بسبب نوم الفتاة المختلف ، أعطى موافقته لها لتخبره أنها ستستغرق نصف ساعةٍ تقريباً حتى تصل إليهم ، أغلق الخط مباشرةً ليلقي الهاتف بإهمال على الأدراج بجانبه ، بدأ بفرك عينيه قليلاً و من ثم التفت ناظراً لها بينما كانت لا تزال على حالها نائمة بين يديه ، ابتسم على الهدوء الذّي يحمله وجهها في لحظته تلك ليزيح عينيه و ينظر للسقف مطولاً ، تذكر أحداث الليلة الماضية بأكملها ، نظرات الغضب والانكسار منها ، صدمتها عند مناداته لها بجيني ، بكاءها بين ذراعيه ومحاولتها للتحدث وسط بكاءها ، ابتسم بتثاقل لعلمه أنها أخرجت قليلاً مما بداخلها أخيراً ، قهقهة لحظية خرجت منه لتلمع عيناه منذرةً بدموع فرحه أنها على وشك السقوط ، وضع ساعده الأيمن على عينيه مخبأً إياها بينما توسطت الابتسامة وجهه مجدداً .

بقي على حاله لدقائق حتى يقاطع صمته صوتها الضعيف اثر البكاء الطويل : هل خرجت دموعك أنت الأن ؟

يردف بينما هو على حاله : لقد استيقظتِ أخيراً جِيني ، صباح الخير ، وأيضاً بشأن دموعي فهي قد خرجت لأن ما حدث يعني لي الكثير ، ألا يمكن للدموع أن تشارك بفرحنا كذلك ؟

همهمت له بتفهم لتحاول النهوض والجلوس باعتدال لكنها ما أن حاولت الاستناد على كفيها حتى سقطت مجدداً بملامح متألمة ، حول الأخر نظره لها بعدما حدث ليهمس لها بسؤاله : أنتِ بخير ؟ تؤلمك كفاكِ ؟

تجيبه : حاولت النهوض ولم استطع ، لا يهم فأنا من تسبب بكل هذا لنفسه لا يحق لي التذمر.

يعبس جِيان بعدما سمع حديثها مستقيماً بجذعه بعدما أعادها بين ذراعيه ليقيمها معه : هل يمكنكِ التوقف عن لوم نفسكِ ؟ ما شأنكِ أنتِ لتقولي أنك السبب بهذا ؟

تردف: من قام بتحطيم الزجاج وتمريرها على جسده ؟ أوه ربما قد تحركت القطع على جسدي من تلقاء نفسها للتنزه عليه أليس كذلك ؟

اخذته الدهشة في بادئ الأمر ليبدأ بالضحك على ما قالته مباشرةً بينما الأخرى بقيت تنظر له وهو يضحك بشكلٍ لطيف ، لترتسم على وجهها ابتسامةٌ جانبية بسببه ، توقف عن الضحك بعد لحظات لينظر نحوها ويجدها تحدق به ، استطرد بسؤاله على الفور : ماذا ؟ هل أبدو وسيماً لتنظري لي وانتِ تبتسمين ؟

اخرج حديثه بمزاح ليذهل من اجابتها له : أجل أنت كذلك ، أيضاً بدوت لطيفاً وانت تضحك هكذا لذا نظرت إليك ...

عادت الابتسامة لتأخذ مكانها على وجهه ليضيف بقوله : قضيت ليلة سعيدةً بسببك والأن يبدأ يومي بسعادةٍ منك أيضاً ، أنا حقاً لا يمكنني أن أحزن وانتِ بحياتي يا فتاة.

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن