الثّالث عشر

244 17 5
                                    


* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


مساء الإثنين || السابعة و ستٌ واربعون دقيقة

-

يعود جِيان قاصداً منزل الأخرين بعد اعتكافه على أوراق عمله لقرابة السبع ساعات دون انقطاع لكثرة الأعمال التّي اضافها المدير له بشكلٍ مفاجئ! لكنه غادر سعيداً بسبب كل ما انجزه ولرؤيته تلك الابتسامة الواسعة على وجهه المدير والتّي تعني رضاه عمّا قدمه !

استقبل الأوسط الواقف في الخارج بالقليل من الحماقات في محاولةٍ للتخفيف عنه حتى ولج إلى منتصف غرفة الجلوس الرئيسية تزامناً مع قدوم الأكبر ناحيتهما و ترحيبه بالأصغر بابتسامته المعهودة ، جلس إلى جواره لبعض الوقت متحدثاً معه عن يومه المستهلك في العمل ليجيب الأصغر : أنا كنتُ واثقاً أن الساعة لن تتجاوز الخامسة والنّصف إلا و أنا في المنزل ، لكنني تفاجأت بالمدير قد أرسل لي مجموعةً إضافية من العمل مع السكرتير الخاص به لإنهائها ، حسناً وان كنت معتاداً على الأمر لكن أنا لا أحب هذا النوع من الأمور لأنه يفسد جلّ ما خططت له ، لا بأس فهذا لا يهمّ الأن ، المنزل هادئٌ نوعاً ما ، أين جِينا ؟

يجيب الأوسط : إنها نائمةٌ في غرفتنا المشتركة على سرير يون منذ عادت وحتى الأن ..

يرفع المُجاب حاجبه باستنكار مستطرداً : هل هناك خطبٌ ما ؟ أعني يون لم يكن ليدعها تنام في تلك الساعات أما ماذا يون ؟

يسترسل المعني بإجابته : عندما اتصلت بي كان صوتها مرهقاً جداً ، وعند ركوبها معي وجهها كان مرهقاً أكثر و قد تم استنزاف جلّ طاقتها خلال قرابة الخمس مئة سؤال إلى جانب المقابلة ، و بالتأكيد هي لم تحظى بالنوم الكافِ ليلة الأمس ، لذا تركتها تنام بكل اريحية حتى تأتي ونتناول الطعام سوياً و نقضي الليلة معاً ، بالتأكيد هذا ليس سؤالاً أو استشارة هذا أمرٌ عليك و على نينا و ستنامان الليلة هنا ..

استند جِيان ظهره على الأريكة بعد سماعه لكل شيء ليردف : لا أحب التجادل معك أنت و اختك كلاكما عنيدان لا نفع من الجدال معكما و فقط سنُقاد أنا وايتسوكي إلى الجنون وألم الرأس لذا سأتخطى الأمر ، والأن هل ستوقظ جِينا أن أنك لم تنتهي مما تصنع ؟

وقف الأكبر سائراً نحو المطبخ بخطواتٍ شبه سريعة تزامناً مع اجابته : اصعد انت وأيّقظها فأنا أعلم أنك لم تقضِ وقتاً جيداً معها لذا تحدث إليها ريثما تستعيد وعيّها و تعاليا إلى هنا حسناً ؟

أومئ المعني لحديث الأكبر ليقف بعد ذهاب ايتسوكي خلف يون واضعاً سترته وربطة عنقه على طرف الأريكة ليسمع عندها صوت يون قادماً من المطبخ مخبراً إياه أنه قد وضع له شيئاً من ملابسه على سرير ايتسوكي في حال رغبته بالتبديل أن يختار أي قطعة تناسبه ليبتسم على اثرها ثغره ليكمل طريقه صاعداً نحو الغرفة المظلمة حيث ترقد ..

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن