*****************الثانية عشر وثمانية دقائق || أمام مقر العمل..
-
بعدما ترجل الأكبر بصحبة الفتاة التّي اقترحت القدوم لرؤية أخيها وجِيان وألّحت بشدةٍ عليه حتى يقبل ليشعر بذاته يلين بعد ملاحاتها اللطيفة والمتكررة من أجل رؤيتهما ليقبل بذلك تحت شرطيه، أحدهما ألا تنزع قبعته عن رأسها إلا في المكتب والأخر ألا تفارق جانبه حتى يصلا لتقبل بكل حماس وها هما يقفان أمامها مباشرة ...
حدقت الأصغر بكم كانت الشركة عملاقةً جداً وكأنها تحوي قرابة الأربعين طابقاً إضافةً إلى تصميمها المثاليّ والمُصمم بعنايةٍ تامة! التقط ايتسوكي كف الأصغر مخرجاً إياها من دائرة الدهشة خاصتها إلى داخل الشركة بهدوء تجنباً للفت الانتباه لكونه وقت استراحة الموظفين والعديد منهم يتنقل لرغبته بشراء شيءٍ ما واخرون برفقة زوّارهم أو مع بعضهم البعض، اختار كلاهما صعود الدرج كون نزول الموظفين خلاله أقل فرصةً من المصعد الممتلئ!
وصولاً إلى الطابق الحادي عشر حيث حديثٌ هادئٌ قصير يدور بين كليهما يقاطعهما عند بداية درج الطابق الثاني عشر صوتٌ انثوي مألوفٌ بالنسبة للأكبر بينما الأصغر اكتفت بالوقوف خلفه تجنباً لأيّ حديث! اقتربت صاحِبة الصوت من الأكبر بترحيب ومضيفةً بقولها: لم أتوقع قدومك في يوم عطلتك، هذا غير معهودٍ نوعاً ما ...
يُجيب: يمكن كسر العادات من وقتٍ لأخر لا توجد مشكلة ...
أمالت رأسها في محاولةٍ لرؤية الأصغر لتتساءل بفضول: لست وحدك كما أرى، يوجد مرافقٌ معك، أهي صديقتك ربما؟
التفت حيث الأصغر تنظر إلى الأرض في محاولةٍ لمنع اتصال الأعين ليلتفت مجدداً مجيباً: لا، إنها أختي الصُغرى ...
استغربت الفتاة إجابته لتردف: لكنك لا تملك اخوة كما ذُكر في سيـ .....
قاطعها بمخاطبته المفاجئة للأصغر: اصعدي قبلي نحو الطابق الثالث عشر وانتظريني بجانب الدرج سآتي حالاً ...
أومئت المعنية بالحديث فوراً لتنطلق صاعدتاً حيث أخبرها ليلتفت بعدها ناحية الاخرى مكملاً: لا أحبذ الإجابة على الأسئلة الشخصية أو التّطرق بشكلٍ أعمق بها خاصةً وإن كانت علاقتنا سطحية، من فضلكِ اكتفِي بما أجبتكِ إياه، وداعاً..
التفت صاعداً هو الاخر تابعاً الأصغر غير آبه بما إن كانت الأخرى قد انتهت من الحديث أم تبقى لديها شيء ...
في ذات الوقت كانت الأصغر تصعد الدرج ببعض السرعة وبرأسٍ منخفض متجنبةً بذلك النظر إلى أيّ أحد حتى اصطدمتِ بشخصٍ ما كان سالكاً طريقاً معاكساً لها، اوشكت على الاعتذار لكنه كان أسبق باعتذاره ومن ثم التفت سريعاً نية السيّر لكنه قوطع بصوت الأصغر المنادي له: يونيي!!!