*****************-
السابعة وأربعين دقيقة || منزل جِيان
تستيقظ من غفواتها المتقطعة بسبب كوابيسها المظلمة استقامت بجذعها بعد يأس تنظر حولها شاعرةً بالدموع تغطي وجنتيها بثقل ، تجد اَضواء المنزل مطفأة بينما نافذة الغرفة هي الشيء الوحيد الذّي يتسلل الضوء الخافت منه.
تقبض على قميصها الواسع بقوة بينما تردف وسط شهقاتها المتقطعة : ذلك لم يكن حلماً جينا لم يكن ، لقد تم أخذ الجميع مني ، يون اختفى ، المكان مظلمة تماماً والأصوات قد اختفت ، لقد سلبه مني أمام عينيّ ....
تعود دموعها للانسياب بغير إرادة منها مسترجعةً الحلم ذاته الذّي يتكرر بكثرةٍ عليها لكنه تحقق الأن كما تعتقد ، أبعدت الغطاء بخشونةً عنها ناظرةً نحو اليسار لتجد كأس الماء على حاله مثلما وضعه جِيان لها بجانب المصباح المُطفأ ، تتناقل النظرات بين يديها المغطاتين بالضمادات والزجاجات إلى جانبها لتدفعها بعيداً ليتناثر الزجاج إلى قطعٍ صغيرة منتشرة في أنحاء الغرفة ، تأخذ الابتسامة مكانها على شفتيها عند رؤيتها لكل هذا الحطام .
-
عند التاسعة والنصف || طريق العودة
يتحدث جِيان عبر الهاتف إلى يونجين بعدما طلبه الاتصال به لعدم مقدرتهم على الالتقاء بعد الاجتماع لكثرة العمل مسترسلاً بتساؤله عن سبب طلبه : هل هناك شيء أردته ؟
يردف الاخر بتساؤله : كنت أرغب بسؤالك عن جِينا ، هل قامت بجرح كفيها مجدداً خلال اليومين الماضية ؟ نسيت سؤالك اليوم في المكتب لكن صادف انشغالي بالعمل بعد الاجتماع ...
يهمهم الاخر متفهماً ليردف بعدها : لا لم تفعل وحتى الممرضة لم تحادثني عن جروحٍ جديدة ، فقط أنها تبدأ بالارتعاش عندما تتقدم إليها لا أكثر .
تنهد يون مرجعاً رأسه للخلف مجدداً ليضيف أخيراً : لا أعلم لكن أظن أنها ترتعش لأن الممرضة شخصٌ غريب عليها ربما؟ هذا لا يحدث معنا مطلقاً ، على كل حال لا تنسى تعقيم جراحها السابقة وتغيير الضمادات بما أن الممرضة لم تأتها اليوم ، أيضاً إن كنت بحاجة إلى شيء ما اتصل على الفور .
يغلق الخط مباشرةً بعدما سماع همهمته ليجد نفسه اخيراً في فناء المنزل بعدما أوقف ايتسوكي السيارة في مكانها ، التفت نحوه بعدما وجده شارداً يطيل التحديق بهاتفه ، يهزه برفق ليوقظه من شروده بصوتٍ هادئ: هناك خطبٌ ما ؟ هل أخبرك جِيان بشيءٍ ما ؟
يهز رأسه نافياً ليردف: لا لقد قال أنها مستقرةٌ بعض الشيء ، لكنني أفكر بما أن عطلة الأسبوع الخاصة بنا قد بدأت أريد اعداد بعض الأطعمة المفضلة لها لكنني خائفٌ من أن ترفض تناولها.
أقدم الاخر على التحدث ليقاطعه يون سريعاً : لا يهم سأعدها مهما يكن ، يمكنني التصرف فيما بعد إن لم تأكلها ، دعنا ندخل فقط لأنني مرهقٌ جداً وأريد النوم .