الحادي عشر

226 17 1
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



عند الرابعة وتسع دقائق مساءً || ذات اليوم

-

يغادر ثلاثتهم مقر عملهم بعد تأخر ايتسوكي لتسليم ما كان يعمل عليه إلى المسؤول مباشرةً ليلحق الاخرين معتذراً عن تخلفه، بينما في دقائق السير تلك ينظر الأكبران نحو جِيان بعينين ممتلئتين بالسرور ناحِيته بعدما قصّ ما حدث عليهما ليتطرق يون بحديثه المتباهيّ: لقد كبر الطفلان وأصبحا ينقذان المواقف جَيداً، نجحت المحاولة الأولى من هدفي هذا مُبهج، أيضاً أختي حقاً لا تزال تفوق توقعاتي، لقد اصمتتك باعترافٍ مفاجئ دون تفكير، أقسم أني أحب كل ما تصنعه بك من تهور وجنون ....

بينما في الجانب الأخر كان الأصغر يمرر أصابعه مبعثراً شعره بخفة ضاحكاً ببعض الحَياء ليردف: انظر أيها الأخ الفخور، أنا أقسم لك أيضاً أنه لن يقودني أحدٌ إلى الجنون عدا تلك الشّقية الصغيرة، أنا حقاً في كل مرة أرى كيف أنها تقوم بقلب موازين الأمور محدثةً تغيراً جذرياً في الجو المحيط بنا أفكر في كم أنني أحمق، صدقني إنها جِنيةٌ امنيات هربت من احدى الرسوم المتحرك ....

أضاف ايتسوكي جُملته مسبباً حرج أصغرهم: إنها لا تفعل شيئاً، إنها تضحك في وجهك وأنت تصبح أحمقاً لا يدري كيف يجيب، واهه هل يصنع سَاكِن القلب هذا ببساطة؟ انظر يونجين لقد احمرت وجنتا الأحمق، هذه حقيقته إذاً..

بدأ جِيان يتذمر من ضحكهما عليه محاولاً اسكاتهما لكن دون جدوى حتى وصلا حيث تَصف سيارات الموظفين، ليستطرد يون عندها: سأخذك أنت ونِينا لتناول الطَّعام سوياً في احدى المطاعم، ولن أسمح لأحدكما أن يرفض هذا..

أردف جِيان: هممم لا بأس معي لكن لنعد إلى المنزل أولاً ونرى جِيني، لا أعتقد أنها قامت بصنع شيءٍ ما ...

يومئ الأكبر والِجاً نحو مقعد الراكب إلى جانب ايتسوكي وجِيان إلى سيارته متوجهين إلى بيت الأصغر كما تمّ الاتفاق ...

-

عند الرابعة وتِسعٍ وثلاثين دقيقة

دَخل سيّد المنزل أولاً ليتبعه الأكبر سناً مغلقين الباب خلفهما ولسان ايتسوكي لا يكاد ينفك عن تذمره من زحام الطريق المزعجة وبعض السائقين، بينما كان الأصغر ينادي باسم الفتاة لكنه لم يسمع أيّ إجابة ليردف يون: ربما تكون في مكتبك، لما لا نصعد؟

استجاب لقوله متوجهاً نحو مقصده يتبعه الاخران بهدوءٍ تام، فبنظرهما فرط السعادة التّي يعاني منها كافيةٌ جداً لهذا المنزل أن يتسع، ولج ثلاثتهم فور دفع الباب الشبه مغلق باحثين بأنظارهم عن المنشودة، ليلتقطها يونجين أولاً محرراً ضحكةً خفيفةً من شفتيه مضيفاً: لا تزال تحب هذه العادة إذاً ...

التفت الاخران ناحيته بفضول ليسترسل بقوله: انظرا إلى جانب المكتب على الأرض، إنها تنام هناك محتضنةً الكتاب بين كفيها بسكون ....

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن