*****************-
بقيت حياتهم هادئة قليلاً منذ انقضاء ست عشر يوماً منذ تلك الليلة ، تتداخل بعض الأيام القليل من نوبات الهلع وألم الجسد لكن سرعان ما يسكن المنزل ويعمّ الهدوء به ، اعتاد الاخران القدوم وزيارتهما بشكلٍ منتظم وعند انشغالهما فهما يكتفيان بالاتصال في ذلك اليوم .....
صباح الثلاثاء || السابعة واثنانِ وعشرون دقيقة .
تستيقظ الفتاة بسبب همس المجاور لها و مسحه برفق على رأسها ، تبدأ بفتح عينيها رويداً رويدا لتقابلها ابتسامته الصباحية الهادئة وصباح الخير خاصته ، بدأت بعض الجراح بالاختفاء كجراح عنقها و كفيها الا البعض ، فغدت قادرةً على الاستناد و النهوض بنفسها ، يساعدها هو في انهاء روتينها الصباحي وعند جهله يقوم بسؤال مربية المنزل الخاصة بهم و من ثم يعيد اسنادها على السرير و يجلس إلى جانبها بعد ارتداءه لثياب العمل ، أحب الجلوس والتحدث إليها كل صباح قبل خروجه ليتأكد من كونها على ما يرام و أيضاً لأنه يحب سماع صوتها قبل المغادرة كونه في بعض الأحيان ينسى الاتصال بها وهو في الخارج .....
نزل إلى الطابق الأرضي نية تحضير قهوة الحليب المفضلة له لتقابله مربية المنزل بابتسامتها المعتادة كذلك ليبادله ، مردفه بسؤالها المعتاد : هل تريد تناول الإفطار سيدي ؟ هل أحضره لك وللأنسة ؟
ينفي برأسه مبيناً عدم رغبته بذلك ليطلب منها الصعود وسؤال الفتاة بشأن الإفطار ريثما ينهي ما أراده ...
تطرق باب الغرفة لتسمع صوت القابعة بداخلها تعطي الاذن لها بالدخول ، تلقي التحية عليها ومن ثم تردف بالسؤال مجدداً : صباح الخير أنستي ، تودين تناول الإفطار ؟
بقيت جِينا تفكر للحظات قبل أن تجيبها بقولها : هل تناول جِيان افطاره ؟
تجيب نافيةً برأسها مسترسلة : لا رغبة له به فقط يريد اخذ قهوته ، ماذا عنكِ ؟
تتمتم وهي تنظر في الجهة المعاكسة بتذمر : هل هو بكامل وعيه ؟ عمله ممتدٌ إلى الساعة السادسة بسبب اجتماع عملٍ اخر ولا يريد تناول الإفطار وهناك لا يأكل شيئاً ما عِلته ؟
استغربت السيدة الواقفة صمت الصغيرة لتردف : أنستي ؟ انتِ بخير ؟
تستيقظ الأخرى من شرودها لتردف :اهه أنا بخير.
تستطرد المربية: إذاً أنستي هل أعده لكِ ؟
طرأ أمرٌ ما بعقلها مع تمنيها بنجاحه لتجيبها اخيراً : مم أجل من فضلكِ لكلينا وليس لي لوحدي ...
تظهر ملامح ترددٍ عليها لتردف: لكن أنستي السيد لا يريد أن يأكل !
تجيب مع ابتسامةٍ دافئة على وجهها : بلى سيأكل لا عليكِ ، يمكنكِ اعداده لكن قبل ذلك هل يمكنك اخباره ان يصعد إلى هنا ؟ أريد التحدث إليه ريثما تعدينه وأيضاً لا تخبريه أنه لكلينا حتى لا يبدأ بالتذمر ....