الواحد والعشرون

161 11 0
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

صَباح الإثنين، أشرق أول صَباحات العَام الدّراسي الجديد، انتشرت أصوات الأطفال المُبتهجين بعامهم الأول رفقة عائلاتهم المُرافقين لهم بابتسامة رضًا، دُون أن يُنسى بقية المُوظفين والذّين كانت المُغادرة صباحًا كشيءٍ اعتياديٍ بلا شك، مُراقبين الشّوارع التّي امتلأت بنسائم واصواتٍ أخرى عدا أصوات البالغين المُنزعجين من بداية اليوم او الحاملين لأكواب القهوة املًا بإفاقتهم ولو قليلًا...

أحدهم كان جِيان الذّي أوقف سيَارته لتوه بإحدى مواقف الشّركة كالعادة بعدما أوصل جِينا إلى مقرّ عملها بما أنه يومها الأولى، أخذ يصعد دَرجات السّلم الخَالية بعقلٍ شارد حد عدم شعوره بمن خلفه قبل أنّ يشعر بصفعةٍ خفيفةٍ على كتفها اعادت له وعيّه بالمّحيط ليلتفت ناويًا التّعرف على صاحب الفعل فيقاطعه ذات الشّخص: كم مرةً أخبرتك ألا تسير بمكانٍ عامٍ بعقلٍ شارد جِيان؟

وقعت عيّناه على الهيئتين المألوفتين بالنّسبة له بجانب وقع الحديث عليه ليُجيبه: اوه! صبَاح الخير لكما...

يُجيبه أوسطهما: ولك كذلك، ما الخطب؟ لمَ تبدو شاردًا هكذا؟

يُجيب: بجِينا فقط، أعلم أنّها أصبحت قادرةً على التّصرف بمفردها دون شكّ، لكنني لا يُمكنني ألا أقلق...

قاطعه يُونجين بقوله: جِينا ستحزن إنّ علمت أننا إلى هذه اللّحظة لا نزال نقلق عليها ونُعاملها كطفلةٍ صغيرة، دعها تحاول التّخلص من أيّ شيءٍ يمر بطريقها بمفردها، هيَ لن تُحب كوننا دائمًا من يتصرف بدلًا منها، لربما كانت تملك وجهة نظرٍ أخرى او ردة فعلٍ مختلفةٍ عنّا لكنها لم تتمكن من اظهارها بسببنا....

استكمل ايتسوكي الحديث فور انتهاء أكبرهم: أوافق ما قاله، عليها أنّ تأخذ فُرصتها هي كذلك كما حصلنا نحن على الفرصة بعد وصولنا إلى هنا...

أومأ لهما باستسلام مُمتنعًا عن الدّخول بنقاشاتٍ طويلة ليتداركه ايتسوكي عاقدًا ذراعه حول كتفه ومن ثمّ يحثه على الصّعود والذّهاب إلى مكاتبهم بدلًا من إضاعة الوقت بتوقعاتٍ لا تبدو صحيحة او مشاعر قلقة إضافةً إلى الوقوف وسد الطّريق أمام بقية الموظفين، ليفعل كما طُلب منه وثالثهم خلفهما يسير بهدوء مُراقبًا كليهما بصمت إلى أنّ افترق جِيان عنهم داخلًا مكتبه وكلاهما إلى مكتبهما...

+

في الجَانب الأخر من المدينة، حيث تقع المدرسة التّي قُبلت جِينا بها كمعلمة، استقبلتها مُديرتها كما أخبرتها قبل يومين برفقة شَريكها نِيشي واحد المسؤولين بالمكان، أخذت تُعرفها بقواعد المدرسة وحقها إضافةً إلى اشعارها عمّا يتوجب عليها فعله قبل أنّ تترك للأخر مهمة دلّها على الصّفوف ومكتبها كذلك وتذهب إليها برفقة مُساعدها إلى مكتبها استعدادًا للقاء البقية، قَابلها نِيشي بابتسامةٍ واسعة مُباشرًا شرح كل شيء وضع احتمال سؤالها عنه أثناء سيرهما قائلًا: نحن في العادة لا نتواجد إلا بالثّلاثة الطّوابق الأولى فقط، الطّابق الرّابع موجودٌ للاحتياط والحالات الطارئة كتعطل صفٍ ما او شيءٍ من هذا القبيل، وأما الخامس فهو أشبه بالمخزن، لا يصله الكثيرون لأنّه لا توجد حاجةٌ منه في الغالب، واخيرًا لقد وصلنا إلى الغُرفة التّي سنتشاركها هيَا لندخل...

أنقذنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن