*****************- بريطانيا || أربعة أشهرٍ منقضية
ايتسوكي :
-
بضعة أسابيع ونكمل نصف عامٍ منذ بدء حياتنا الجديدة هنا ، بقدر كل التّعب الذّي يهلك اجسادنا ومقاتلة أنفسنا بالمحاولات العديدة للتعود على هذا المكان قدر المستطاع ، يغزوني شعورٌ قوي أني أعيش بشكلٍ حقيقي ، لا أحب التدلل على والدي وقفزي بهذا الشكل لمرحلة كالتّي امر بها هو فعلٌ جنوني ، لكنني سعيدٌ رغم هذا كله ، لا أرغب بالبقاء تحت ظلِ والديّ بدلال وكل شيء يأتيني عاجلاً ، لا بأس لي بإهلاك نفسي في بداية شبابي للحصول على ما أريد ، أيضاً لست وحيداً ، عائلتي الأخرى هنا .
بعد محادثةٍ طويلةٍ متقطعة مع والدي عند وصولنا و التناقش بشأن تصرفاتهم و اعدادهم لكل شيء دون علمنا بالإضافة إلى وجود السيد العجوز هنا للتنفيذ ، شعرت ببعض الاحراج تجاه الاخرين كونهما تصرفا من تلقاء نفسيهما لكنني لم أتلقى شيئاً سوا الرضا والقبول ، بيد أن الجزء الأكبر سيكون على عاتقنا لذلك لم أشأ أن يتحملوا شيئاً فوق طاقتهم لكنهم قبلوا ، ليصبح احد المنزلين لي و ليونجين والأخر للأخرين ، لقد كان كلاهما خاليين إلا من سريرٍ ثنائي في احدى الغرف و سريرين منفردين في الغرفة الأخرى بالإضافة إلى طاولة طعام صغيرةٍ في كلا المنزلين ، لكن ما نال إعجابي حقاً هو أن البائع أخبرنا عندما نقوم بتجديد الأثاث و رغبنا بالتخلص منها يمكننا الاتصال به ليأتي و يأخذه ويتحمل مسؤولية التصرف به ، لذا أشعرني هذا أن بداية الطريق ممهدةٌ بعض الشّي لكن لا ضير من ذلك .
في الأسابيع الأولى المنصرفة كنا تحت رعاية والديّ والسيد لوسيان الذّي لم يبرح مكانه حتى تأكد من كل أمورنا الضرورية ، السّكن ، مكان عملنا ، توفير ربة منزل تأتي إلى منزلنا مرتين في الأسبوع ومرتين في منزل جيان وجينا ، طبيبٍ ماهر يبقى مراقباً لحالة الفتاة بالإضافة إلى ممرضة تأتي صباحاً لتدوين أي تغيرٍ قد يطرأ عليها ، وبالنهاية لم نبذل نحن أي جهد فيها ..
كان السيد لوسيان قد أخبرنا عن عدة وجهات عمل تتوفر بها فرصٌ شاغرة للتوظيف لكن سنكون منفصلين عن بعضنا باستثناء وجهةٍ واحدة بدت غريبةً بعض الشيء ، إذ أنه في العادة عندما تطلب وجهات العمل موظفين لشغل مقاعد لديهم فهم يقومون بكتابة الشروط و المؤهلات المطلوبة ، و عندما تنطبق هذه الشروط عليك ستذهب للتقديم عندهم ، لكن هذه الشركة كانت لها وجهة نظرٍ مختلفةٍ تماما ، لقد كتب فقط أنه عليك الذهاب مباشرةً إليهم و مقابلة المدير المسؤول و لن تخرج فارغ اليدين ، لا أنكر القلق الذّي اجتاحني بسبب غرابة الأمر وعلى الرغم من أن جيان كان يخبرنا أنه يجب علينا المحاولة لربما نجد شيئاً مثيراً للاهتمام إلا أنني بقيت قلقاً ، قمنا بالاتفاق على موعد للقاء المدير عبر الهاتف بالإضافة إلى تجهيز الأوراق المطلوبة كأي أحد ، منتظرين يوم الذهاب والتقديم....